فيَضْحى كَرِيْشِ الدِّيْكِ فيه تَلَمُّعٌ … وأفْظَع ما تكساهُ ثَوبٌ مُلَمَّعُ
إذا ما بلغْتَ الأرْبَعين فقُلْ لمَنْ … يَودُّكَ فيما تَشْتَهيْهِ ويُسْرعُ
هَلُمُّوا لنَبْكي قَبْل فُرْقَة بيننا … فما بعْدَها عَيْشٌ لَذِيْذٌ ومَجْمَعُ
وخلِّ التَّصَابي والخَلَاعَة والهَوَى … وأُمَّ طَرِيق الحَقِّ فالحَقُّ أنْفَعُ
وخُذْ جنَّةً تُنْجي وزَادًا من التُّقَى … وصحْبَة مأمُوم فقَصْدك مفزعُ
وقال عَبْد الكَريْم: أنْشَدَنا إسْمَاعِيل بن أبي بَكْر الحَافِظُ الدِّمَشْقيّ إمْلاءً، قال: أنْشَدَني أبو مُحمَّد التَّمِيْميُّ لنفَسهِ (١): [من الطويل]
مَرَرْنا على رَسْمِ الدِّيارِ فسَلَّمْنا … وقُلْنا لَهُ: يا رَبْعُ أينَ نَأَوْا عَنَّا
وجُدْنا بدَمْعٍ كالرَّذَاذِ على الثَّرَى … فصَمَّ المُنَادى فانْصَرَفنا كما كُنَّا
وما ذاكَ إلا أنَّ رسْمَ دِيَارِهِمْ … بهِ كالّذي نلقَى فقَدْ زادَنَا حُزْنَا
فلمَّا أَيِسْنا مِن جَوَابِ رُسُومِهِمْ … نَزَلْنا فقبَّلْنا الثَّرَى قَبْلَ أنْ رُحْنا
قَرأتُ بخَطِّ عِمَاد الدِّين أبي عَبْد الله مُحمَّد بن مُحمَّد الكاتبِ الأصْبَهَانيّ لأبي مُحمَّد رِزْق الله بن عبد الوَهَّاب التَّمِيْميّ البَغْدَادِيّ: [من الخفيف]
وقَفَتْ للسَّلَام يَوْم الْتَقَيْنَا … ثُمَّ قالَتْ بِطَرْفِهَا الفَتَّانِ
تَدَّعي حُبَّنا وتَصْبِرُ عنَّا … ليسَ هذا مِنْ عَادَةِ الفِتْيَانِ
مُدَّعي حُبِّنا يَمُوتُ قَتِيلًا … وَلِصَعْبِ الأمُورِ فينا يُعَاني
أخْبَرنا أبو هَاشِم الهَاشِميّ، قال: أنْشَدَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: أنْشَدَني أبو القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ إمْلاءً من كتابهِ، قال: أنْشَدَنا أبو مُحمَّد التَّمِيْميُّ لنَفْسه: [من الطويل]
ولمَّا رأتْ فَصِّي يَلُوحُ سَوَادُهُ … بكَت ثُمَّ قالَتْ كُلَّ يَوْمٍ إلى نقصِ
(١) الأبيات في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ١: ٨١.