للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَكَوْتُ هَوَىً ياليتَهُ لَم يكُن قُضِي … وأبديْتُ هِجرانًا وأقسَمْتُ أنْ نعْصِي

ولكنَّني وَقْتَ الصُّدُود كطَائرٍ … غَرِيبٍ يَنُوحُ الدَّهْرَ مِن أَلَمِ القَصِّ

لَبِسْتُ سَوَادِي ثُمَّ خِفْتُ فَضِيْحَتي … فصَارَ حِدَادِي ما تَسَوَّدَ مِن فَصِّي

أخْبَرنا أبو هَاشِم، قال: أنْشَدَنا أبو سَعْد، قال: أنْشَدَنا أبو الحَسَن عليٍّ بن هِبَة اللهِ بن عبد السَّلام الكاتب، قال: أنْشَدَني أبو مُحمَّد التَّمِيْميُّ ولَم يُسَمّ قَائلًا، وأظُنُّه من قِيْلِهِ: [من الطويل]

وما وَطَني إلا الّذي تَسْكُنِيْنَهُ … ولا مَنْزلي إلَّا الّذي فيهِ أحْبَابي

بِذِكْرَاكِ أدْعُو في صَلَاتي لأنَّني … أراكِ إذا صَلَّيْتُ في صَدْرِ مِحْرَابي

أخْبَرنا أبو هَاشِم، قال: أخْبَرنا أبو سَعْد، قال: أخْبَرنا أبو زَكريَّاء يَحْيَى بن عَبْد الوَهَّاب الحافِظ في كتابهِ إليَّ، قال: سَمِعْتُ أبا مُحمَّد رِزْق الله بن عبدِ الوَهَّاب الحَنْبَليّ بأصْبَهان يقُول: أدرَكتُ من أصْحَاب أبي بَكْر بن مُجَاهِد واحدًا يُقال له: أبو القَاسِم عُبَيْد الله بن مُحمَّد النَّقِيْب الخَفَّاف، وقَرأتُ عليه سُورةَ البَقَرةِ، وقَرَأها على أبي بَكْر ابن مُجَاهِد، وقال أَيضًا: وأدْرَكتُ من أصْحَاب الشِّبْليّ أيضًا واحدًا وهو أبو القَاسِم عُمَر بن تَعْويْذ، وسَمِعْتُ أبا القَاسِم يقُول: رَأيْتُ أبا بَكْرِ الشِّبْليّ في دَرْب سُلَيمانَ بن عليّ ببَغْدَاد في شَهْر رَمَضان في عشيَّة يَوْم، وقد اجْتَازَ على البَقْلِيِّ يُنَادِي على البَقْلِ: يا صَائمًا من كُلِّ الألْوَان! فلَم يَزَل يُكَرِّر هذا اللَّفْظ ويَبْكي. ثُمَّ أنْشَأ يقُول (١): [من المتقارب]

خَلِيْليَّ إنْ دَامَ هَمُّ النُّفُوسِ … على ما أرَاهُ سَرِيعًا قَتَلْ

فيا سَاقي القَوْم لا تنسَني … ويا رَبَّةِ الخِدْر عنِّي رَمَلْ

لقد كان شيءٌ يُسَمَّى السُّرُورُ … قَدِيمًا سَمِعْنا به ما فَعَلْ


(١) الأبيات الثلاثة في تاريخ الإسلام ١٠: ٥٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>