للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السَّمْعَانيّ: سَمِعْتُ أبا البَرَكات إسمَاعيلِ بن أبي سَعْد الصُّوفيّ يقُول: كان أبو مُحمَّد التَّمِيْميّ يَجْلسُ في الوَعْظ كُلّ سَنَة أَرْبَع مَرَّات، نَوْبة منها في رَجَب عند قَبْر أحْمَدَ، وكان يَحْضُر عندَهُ عَالَم لا يَعْلَمُ عَدَدهُم إلا الله كَثْرةً.

وقال أبو سَعْد السَّمْعَانيّ: سَمِعْتُ أبا زَبْر مُحمَّد بن الفَضْل القَزَّازِيّ بآمُل يقُول: أنْشَدَني المُقْرئ أبو العِزّ المُبَارَك بن أبي شَيْبَة البَغْدَادِيّ في وَسط الفُرَات عندَ قفُولنا من الحَجِّ في السّفينة بقُرْب قَرْية يُقال لها قزَاقَنْد على شَطِّ النَّهْر، قال: كان الشَّيْخُ أبو مُحمَّد التَّمِيْميّ إذا طَابَ المَجْلسُ يَذْكُر هذه الأبْيَاتَ: [من الكامل]

لو كُنْتُ أعْلَم أنَّ يَوْمَ فِرَاقكُمْ … يَقْضي عليَّ لَمَا ذَكَرْتُ فِراقا

حتَّى مَتَى نَلْقَى الرَّدَى لِفِراقِكُمْ … وتَمُرُّ أيَّامي ولا نتلَاقى

واللهِ إنْ وَعَدَ الزَّمان لقاءَكُمْ … يَوْمَ التَّلَاقِ لَقِيتُكُمْ مُشْتَاقا

أخْبَرنا جَعْفَر بن عليّ في كتابهِ، قال: أخْبَرنا أبو طَاهر السّلَفِيّ، قال: سَألتُ أبا غَالِب شُجَاع بن فَارِس الذُّهْليّ، عن أبي مُحمَّد التَّمِيْميّ رِزْق الله بن عبد الوَهَّاب فقال: كان له لسَان، وعَارضَة، وحَلَاوة مَنْطِقٍ، وهو أحَدُ الوُعَّاظ المَذْكُورين والشُّيُوخ المتُقدِّمين، حدَّث عن جَمَاعَة من الشُّيُوخ، وقد سَمِعْتُ منه.

أَنْبأنَا أبو القَاسِم بن رَوَاحَة، عن أبي طَاهر السِّلَفِيّ، قال: سَألتُ أبا نَصْر المُؤْتَمن بن أحمد السَّاجِيّ عن أبي مُحمَّد التَّمِيْميّ، فقال: هو الإمَام عِلْمًا ونَفْسًا وأبُوَّةً؛ وما يُذكَر عنهُ فتَحَامُل من أعْدَائه.

أَنْبأنَا أبو الحَسَن بن المُقَيِّر، عن أبي الفَضْل بن نَاصر، قال: أخْبَرنا أبو مُحمَّد رِزْق الله بن عَبْد الوَهَّاب بن عَبْد العَزِيز بن الحَارِث التَّمِيْميُّ، وما رَأيْتُ شَيْخًا ابن سَبعْ وثَمانين سَنَةً أحْسَن سَمْتًا وهَدْيَا واسْتِقَامة قَامَة منهُ، ولا أحْسَن كَلَامًا، وأظْرْف وَعْظًا، وأسْرَع جَوَابًا منه، فلقد كان جَمَالًا للإسْلام كما لُقِّب، وفَخْرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>