وما تَنْفَعُ الآدَابُ إذ لَم يكُنْ تُقَىً … وما ضَرَّ ذا تَقْوَى لسَانٌ معجَّمُ
قال: فحَضَرَ جَمَاعَة وقد فَاتَهم المَجْلِس، فتَحَسَّرُوا ونَدِمُوا على فَوَاتهم، فقُلْتُ لهم: أخْبَرنا أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد الحَمَّامِيّ، قال: أخْبَرنا مُحمَّد بن الحَسَن المُقْرئ، قال: أخْبَرنا إدْرِيس بن عَبْد الكَريْم المُقْرئ، قال: مَنْ غَابَ خابَ، وأكَلَ نَصِيْبَهُ الأصْحَاب.
أَنْبأنَا ابنُ النَّجَّار، قال: كَتَبَ إليَّ عبدُ السَّلام بن شُعَيْب بن طَاهِر الهَمَذَانيّ، قال: أخْبَرنا شَهْرَدَار بن شِيْرَوَيه بن شَهْرَدار، قال: أخْبَرنا أبي، قال: رِزْق الله بن عَبْد الوَهَّاب، أبو مُحمَّد التَّمِيْميُّ، شَيْخُ الحَنَابِلَة ومُقَدَّمهم، قَدِمَ علينا رَسُولًا سَنَة ثَمانٍ وخَمْسين، سَمِعْتُ منه، وكان ثِقَةً، صَدُوقًا، فَاضِلًا، ذا حِشْمة.
أَنْبأنَا ابنُ النَّجَّار، قال: قَرأتُ بخَطِّ الحَافِظ أبي عَامِر مُحمَّد بن سَعْدون العَبْدَرِيّ، وأَنْبأنيه عنهُ القَاضِي عَبْد الرَّحمن بن أحْمد، قال: رِزْق الله التَّمِيْميُّ، كان شَيْخًا تَقِيًّا، ظَريِفًا لَطِيْفًا، كَثِير الحِكَايات والمُلَح، ما أعْلَم منهُ إلّا خَيْرًا، مَوْلدُه سَنَة أرْبَعمائة.
أخْبَرنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهَاشِميّ، قِرَاءةً عليه وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرنا تَاجُ الإسْلَام أبو سَعْد عَبْد الكَريْم بن مُحمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، قال: سَمِعْتُ أبا الفَضْل مُحمَّد بن نَاصِر بن مُحمَّد بن عليّ السَّلَامِيّ يقُول: تُوفِّي شَيْخُنا أبو مُحمَّد التَّمِيْميّ في اللَّيلة الّتي صَبِيْحَتُها يَوْم الثُّلاثاء النِّصْف من جُمَادى الأُوْلى سَنَة ثَمان وثَمانين وأرْبَعمائة، ودُفِنَ بُكْرة يَوْم الأرْبعاءِ سَادِس عَشر جُمَادَى الأُوْلَى في دَاره ببَاب المَرَاتِب، وصَلَّى عليه ابنُه الأكْبَر عبد الوَهَّاب، ثُمَّ نُقِلَ بعد ذلك في