للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليَنْفَردَا بتَدْبِير رِضْوَان، فبَلغَ حُسَيْن ذلك، فهَرَبَ إلى حَلَب، وتَبِعَهُ رِضْوَان إليها، واسْتَوْحَش رِضْوَان منهما، فرَجَعا إلى أنْطَاكِيَة.

وسَارَ رِضْوَان إلى دِمَشْق ليأخُذها من أخيه دُقَاق، ونَزَل جَنَاح الدَّوْلَة حُسَيْن بحَلَب، وسارَ معه سُكْمَان بن أُرْتُق، فلمَّا وَصَلَ رِضْوَان إلى دِمَشْق اعْتَقَل دُقَاق نَجْم الدِّين إيلْغَازِي بن أُرْتُق، ولَم يَسْتَتبَّ لرِضْوَان أمر دِمَشْق فرَجع إلى حَلَب، وتوجَّه سُكْمَان إلى البَيْت المُقَدَّس، وتَسَلَّمه من نُوَّاب أخيهِ إيلْغَازِي.

ووَصَلَ يُوسُف بن أَبَق إلى رِضْوَان إلى حَلَب وسَكَنها، فخَافَ منه رِضْوَان وحُسَيْن، فتَقَدَّما إلى المِجَنّ الفُوْعِيِّ فهَجَم عليه فقَتَلَهُ.

وخَرَجَ رِضْوَان وحُسَيْن فتَسَلَّما تَلّ بَاشِر وشيْح الدَّيْر من نُوَّاب يَغِي سغَان، وأغَارَا على بَلَد أنْطَاكِيَة، ثُمَّ توجَّها إلى دِمَشْق، وسارَ يَغِي سغَان إليها مُنْجِدًا دُقَاق، فضعُفَت نَفْس (a) رِضْوَان عن دِمَشْق، فسَارَ إلى البَيْت المُقَدَّس، فتَبِعَهُ دُقَاق وطُغْتِكِين ويَغِي سغَان، وأشْرَف عَسْكَر رِضْوَان على التَّلَف، فهَرَبَ حُسَيْن على البَرِّيَّة، واتَّبَعَهُ رضْوَان، ثُمَّ وَصَلَ سُكْمَان أيضًا على البَرَّيَّة إلى حَلَب، ووَصَلَ دُقَاق وطُغْتِكِين إلى نَاحِيَةِ حَلَب، واسْتَنْجَدَ رِضْوَان بسُليْمان بن إيلْغَازِي صَاحِب سُمَيْسَاط، فوَصَلَ إلى حَلَب بعَسْكَرٍ كَبيرٍ، واجْتَمَع العَسْكَران بقِنَّسْرِين على نَهْر قُوَيْق، وتَحَارَبا، فهَرَبَ دُقَاق وطُغْتِكِين إلى دِمَشْق، ويَغِي سغَان إلى أنْطَاكِيَة.

وتغيَّرت نِيَّةُ رِضْوَان على حُسَيْن، فهَرَبَ من حَلَب إلى حِمْص ومعَهُ زَوْجَتهُ أُمّ رِضْوَان.

ثُمَّ تجدَّدَ بعد ذلك خُرُوج الفِرِنْج إلى أنْطَاكِيَة، ووَصَلَ يَغِي سغَان إلى المَلِك رِضْوَان إلى حَلَب إلى خِدْمَة رِضْوَان، وتزوَّج رِضْوَان بابْنَته خَاتُون


(a) كلمتان مهملتان في الأصل، والإعجام من زبدة الحلب ١: ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>