للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ بن الحَسَن (١)، قال: رِضْوَان بن تُتُش بن ألْب أَرَسْلَان بن جَغْرِي بَك بن سَلْجُوق بن تُقَاق التُّرْكِيّ (a)، كان بدمَشْق عند توَجُّه أبيهِ إلى نَاحِيَةِ الرَّيّ، فكَتَبَ إليه يَسْتَدعيهِ، فَخَرَجَ إليه، فلمَّا كان بالأنْبَارِ بَلَغَهُ قَتْلُه، فرَجَع إلى حَلَب، فتَسَلَّمها من الوَزِير أبي القَاسِم، وكان المُسْتَولِي على أمْرها جَنَاح الدَّوْلَة حُسَيْن في سَنَة ثَمانٍ وثَمانين وأرْبَعِمائة.

ثُمّ قَدِمَ دِمَشْق بعدَ مَوْت أخيهِ دُقَاق، فحاصَرهِا، وقرَّر له الخُطْبَة والسِّكَّة، فلَم تَسْتَتِبَّ أُمُوره (b)، وعادَ إلى حَلَب، وأقام بها، وجرَتْ منه أُمُورٌ غير مَحْمُودةٍ (c) في قِتَال الفِرِنْج، وظَهَرَ منهُ المَيْلُ إلى البَاطِنِيَّة، واسْتَعانَ بهم بحَلَب، ثمّ اسْتَدْعَى طُغْتِكِين أتَابَك إلى حَلَب، وَلاطَفَهُ، وأرَادَ اسْتِصْلَاحَهُ، وقرَّر بينهما أمُورًا، وأقامَ له طُغْتِكِين الدَّعْوَة والسِّكَّة بدِمَشْق، فلم يَظْهَر منهُ الوَفَاء بما وعَد، فأُبْطِلَت دَعْوته.

وكان؛ لمَّا ملك حَلَب، قد قَتَلَ أخوَيهِ: أبا طَالِب وبَهْرَام ابْنَي تُتُش، وماتَ في الثَّامن والعِشْرين من جُمَادَى الآخرة سَنَة سَبْعٍ وخَمْسِمائَة.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ، عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (٢)، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: سَنَة سَبْعٍ وخَمْسِمائَة، فيها ماتَ المَلِك رِضْوَان ابن تَاج الدَّوْلَة صَاحِب حَلَب بحَلَب، وجَلَسَ مَوضِعَهُ وَلده تَاج الدَّوْلَة ألْب أَرَسْلَان (d). وفيها قَتَلَ تَاجُ الدَّوْلَة ابن المَلِك رِضْوَان أخوَيه مَلِك شَاه وإبْراهيم؛ صَبِيَّيْن أحْسَن النَّاس صُوْرًا.


(a) من قوله: "ابن جغري … إلى هنا" لم يد في مطبوعة تاريخ ابن عساكر.
(b) ابن عساكر: فلم يستتب أمره.
(c) ابن عساكر: غير محدودة.
(d) الأصل: ألب رسلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>