للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيثُ البدُورُ بهِ تَلْقاكَ بَادِرةً … إليكَ سَاحبةً من خُمْرِها سُحُبَا

من كُلِّ بَيْضاءَ كالبَيْضَاءِ تُشْرقُ أو … سَمْرَاء كالصَّعْدةِ السَّمْرَاء مُنْتَصَبا

هِيْفُ القدُودِ لها يَهْفُو الحَلِيمُ إذا … أبْدَتْ نَقائبَ تُخْفي نورُها النُّقُبَا

ومنها في المَخْلَص:

فَدَعْ هَوَى دَعْدٍ المَهْوي فلَسْتَ ترى … منه نَصِيبَكَ إلَّا الذُّلّ والنَّصَبا (a)

وحَاوِلِ الشَّرَفَ الأعْلَى فشَرُّ فَتَىً … رَاضٍ يدون عَلاءٍ نَيلُهُ صَعُبَا

إنَّ العُلَا في العَوَالي السُّمْرِ مُشرَعَةً … والعِزُّ في البيْضي تفْرِي البَيْضَ واليلَبَا

صُيَّرن للنَّصْر أسْبَابًا وصُيَّر للأ … رْزَاق كفُّ المَلِيْك النَّاصِر السَّبَبَا

لا مُلْكَ في الأرْض إلَّا مُلْكُ مِصْرَ ولا … سُلْطانَ إلَّا صَلاحُ الدِّين مُنْتَدِبا

النَّاصِرُ الحَقَّ لمَّا قَلَّ ناصِرُه … والضَّابِطُ الأمرَ لمَّا مَاجَ واضْطَرَبا

هو الّذي ظَهَرتْ بالعَدْلِ آيتُهُ … فاخْتَاره اللّهُ للإسْلَام وانْتَخَبَا

ذو الزُّهْدِ في الذَّهَب المَرْغوب فيه وفي … غير الّذي يَرْتضِي الرَّحْمن ما رَغِبَا

إذْهَابُهُ لاقْتنَاءِ المَجْد شِيْمَتُهُ … لا يَقْتَنِي المَجْدَ من لا يُذْهِبُ الذَّهَبا

ومنها:

مَلِكٌ يَرَى أنَّ جَمْعَ المالِ يُفْقرُه … وأنَّ تَفْرِيقَهُ يُغْنِيهِ لا النَّشَبَا

كأنَّ سَائلَهُ يَوْمَ العَطَاءِ وقَد … أغْنَاهُ وَاهِبُهُ المالَ الّذي وَهَبَا

مَحْضُ الضَّرِيبةِ مَيْمُونُ النَّقِيْبةِ مَنْصُـ … ــورُ الكَتِيْبَةِ يُرْضِي اللّهَ إنْ غَضِبَا

مَاضِي العَزِيْمَةِ فرَّاج العَظِيمَة وَهَّا … ب الغَنِيْمَة جُوْدًا يَفْضَحُ السُّحَبَا

صافِي السَّريْرة مَصْقولُ البَصِيْرة مَمْـ … ــدُوحُ العَشِيْرَة بَادِي الفَخْرِ إنْ نُسِبَا

يا مُخْجِلَ البَدْرِ حُسْنًا والحَيَا كَرَمًا … والطَّوْدِ حلمًا ولَيْثِ الغَابِ إنْ قَطَبَا


(a) في الأصل: الحربا، وضرب عليه، وأدرج المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>