مُذْ غبْتَ زُلْزِلَتِ الأمْصَارُ واضْطَرَبت … خَلْفًا وقد مُلِئَتْ أقْطَارُها رُعُبا
فُمذْ قَدِمْتَ مَلأتَ الأرْضَ من كَرَمٍ … وهَيْبَةٍ كشَفا عن أهْلِها الكُرَبا
كم حَمْلةٍ في أهْلِ الصَّلِيب بها … صَارَتْ رِمَاحُكَ فيهم تُشْبِهُ الصُّلُبا
لن يَكْمُلَ الملْك أو تَجْتَثَّ دَابرَهُمْ … ويأذنَ اللّهُ أنْ تُسْتَأنِفَ الغَلَبَا
وتَفْتَحَ المَسْجِدَ الأقْصَى بمعشَرك الأَدْ … نَى ونَصْرٌ وفتحٌ منه قد قَرُبَا
فاجْعَل مَفَاتِيْحَه البِيْضَ الصَّوَارِمَ … والزُّرقَ اللّهاذمَ والخَطِّيَّةَ السُّلُبا
ونَاجِه بمَجَانِيْقٍ مُخَاطِبَةً … تَتْلُو على سُوْرِهِ من فَتْحِه خُطَبَا
لا تَعْزِمَنَّ بغيرِ السَّيْف خطيَتَهُ … فالمُلْكُ بالسَّيْفِ والدُّنْيا لمَنْ غَلَبَا
فجرِّد البِيْضَ واجْعَل أهْلَهُ جزُرًا … وأوْقدِ النَّار واجْعَلُهمْ لها حَطَبَا
واسْمَع غَرِيْبَ مَديْحٍ غير مُنْتَحلٍ … من مُعْرِبٍ غير مَعْدُودٍ من الغُرَبا
صِفَاتُ مَجْدك لا تَفْنَى فإنْ تَكُ قد … أَعْيَتْ على خَاطِري حَصْرًا فلا عَجَبَا
قال العِمَادُ الكَاتِبُ (١) - وذَكَرَ وَالدهُ أبا المَعَالِي صَاعِد بن أحْمَد بن عليّ الكَاتِب -: أنْشَدَني رَمَضَان - وَلَدُه - قال: كَتَبَ إليَّ [وَالدِي] (a) وأنا بحَلَب: [من الكامل]
يا أيُّها الوَلَدُ المُهَذَّبُ دَعْوَةً … من وَالدٍ أوْدَتْ بهِ أشْوَاقُهُ
أَفديكَ من وَلدٍ لنا مُتَطِلِّبٍ … عَقًّا وأمْرَضَ وَالِدَيْهِ فِرَاقُهُ
قال (٢): فكَتبتُ إليهِ في جوابه: [من الكامل]
أَفْدي الّذي أهْدَى إليَّ كتَابَهُ … مَوْصُوفَةً في ضِمْنِه أشْوَاقُهُ
فكأنَّ بَهْجَةَ خطِّهِ صَفَحاتُهُ … وكأنَّ رقَّةَ لَفْظِه أخْلَاقُهُ
(a) إضافة من كتاب السيل.