للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحْسَن مرأىً من قُوَيْقٍ إذا … أقْبَل في المَدِّ وفي الجَزْرِ

يا لهفَتَا منْهُ على جُرْعَةٍ … تَبُلُّ منِّي غُلَّةَ الصَّدْرِ

وممَّا قالهُ الصَّنَوْبَريّ (١) في قُوَيَّق: [من الكامل]

أمَّا قُوَيْقٌ فارْتَدَى بمُعَصْفرٍ … شَرقٍ بحُمرتِه الغَدَاةَ بياضُهُ

فكَأنَّما (a) فيما اكْتَسَى من صبْغِهِ … نَفَضَتْ شَقَائقَها عليهِ رياضُهُ

هذا يَصفُ قُوَيْق، وقد مَدَّ في الشَّتَاء واحْمرّ لونُ مائِه، ولا أعْلَمُ نهرًا إذا مَدَّ يكون أشدّ حُمْرةً من ماءِ قُوْيْق، لأنَّ السُّيُول الّتي تَسِيْل عليه تَمُرّ في البِقَاع التّي في بلدِ عَزَاز إلى حَلَب، وتُرابها كُلّها أحْمَر شَديدُ الحُمْرَة، فيَحمَرّ الماءُ لذلك، ويَكْتسي لَونًا حَسَن المَنْظر.

وقال الصَّنَوْبَريّ (٢) في قُوَيْق: [من الطويل]

قُوَيْقٌ على الصَّفْراءِ رُكَّبَ جِسْمُهُ … رُبَاهُ بهذا شُهَّدٌ وحَدَائقُهْ

فإنْ جَدَّ جِدُّ الضَّيْفِ غَادر جِسْمَهُ … ضَئيلًا ولكنَّ الشَّتَاءَ يُوافقُهْ

يُريدُ أنَّ أصْحَاب الأمْزجَة الصَّفرَاويَّة تَنْحل أجْسَامهُم في الصَّيْف، ويوُافقهم الشَّتَاء، ويُريد أنَّ قُوَيْق يَقِلُّ ماؤهُ في الصَّيْف، وهو كذلك؛ لأنَّ النَّهْر يبقَى حَوْل المَدِينَة كالسَّاقية، لأنَّ أهل القُرَى يسقونَ من مائِه، والّذي يَصل منْهُ إلى حَيْلان يتقسَّمه أرْبابُ البَساتِيْن الشَّمَاليَّة يسقُونَها منه، فيَقلّ مَاؤُهُ لذلك، وربَّما انقَطع في بعض السَّنِيْن بالكُلَّيَّةِ لذلك، ولهذا قال ابن


(a) الديوان: فكأنَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>