للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجَريْريّ (١)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى بن أبي عَبَّاد، قال: حَدَّثَني عُمَر بن مُحَمَّد بن عَبد المَلِك، قال: قَعَدَ (a) المُعْتزُّ ويُونُس بن بُغَا بينَ يَدَيْهِ (b)، والجُلسَاءُ والمُغنُّون حُضُور، وقد أعَدَّ الخِلَع والجَوَائِز، إذْ دَخَل بُغَا فقال: يا سَيِّدِي، والدةُ عَبْدِك يُونُس في المَوْت، وهى تُحِبُّ أنْ تَرَاهُ، فأذِنَ له فخَرَجَ، ففَتَرَ المُعْتَزُّ بعدَهُ ونَعِسَ، وقامَ الجُلَسَاءُ (c) إلى أنْ صُلِّيَت المَغْرب، وعاد المُعْتَزُّ إلى مَجْلسه، ودَخَلَ يُونُس بينَ يَدَيْهِ الشُّمُوع، فلمَّا رآه المُعْتَزُّ دَعا برِطْلٍ فشَربهُ، وسَقَى يُونُس رِطْلًا، وغنَّى المُغَنُّونَ، وعاد المَجْلِسُ أحْسَن ما كان، فقال المُعْتَزُّ: [من مجزوء المتقارب]

تَغِيْبُ فلا أفْرَحُ … فَليتَكَ لا تَبْرَحُ

وإنْ جئْتَ عذَّبتَنِي … بأنَّكَ (d) لا تَسْمَحُ

فأصبَحتُ ما بين ذَيْـ … ـــن لي كَبِدٌ تُجْرَحُ

على ذاكَ يا سَيِّدِي … دُنُوُّكَ لي أَصْلَحُ

ثُمَّ قال: غَنُّوا فيه، فغَنّوا فيه فجعَلُوا يُفَكِّرون، فقال المُعْتزُ لابن الفَضْل (e) الطُّنْبُورِيّ: وَيْلك ألْحانُ الطُّنْبُور أمْلَحُ وأخفُّ فغَنِّ لنا، فغنَّى فيه لَحْنًا، فقال: دَنَانِيْر الخَرِيْطَة؟ وهي مائة دينْارٍ فيها مائتان، مَكْتُوبٌ على كُلِّ دِيْنار: ضُرِبَ هذا الدِيْنار بالحَسَنيّ (f) لخَرِيْطَة أَمِير المُؤْمنِيْن، ثُمَّ دُعِي بالخِلَع والجَوَائِز لسَائر النَّاس، فإن ذلك المَجْلِس من أحْسَن المَجَالِس.


(a) الجريري: شرب.
(b) زيد بعده في كتاب الجليس الصالح: يسقيه.
(c) بعده في كتاب الجليس الصالح: وتفرق المغنون.
(d) الجريري: فإنك.
(e) الجريري والشابشتي: لابن القصار.
(f) الجريري: الدينار الحسنيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>