للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلتُ: وهذا يُونُس بن بُغَا الكَبِير، لا يُونُس الصَّغير المَعْرُوف بالشَّرَابِيّ.

أخْبَرَنا أبو الفَضْل ذَاكِر بن إسحاق الهَمَذَانيّ بالقَاهِرَة، قال: أخْبَرَنا أبو سَهْل عَبْد السَّلام بن أبي الفَرَج، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور شَهْرَدَار بن شِيْرَوُيه الدَّيْلَمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَدُ بن عُمَر البَيِّع، قال: أخْبَرَنا أبو غَانِم حُمَيْد بن المَأْمُون، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن عبد الرّحْمن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إسْحاق الحَرْبِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الصُّوْلِيُّ مُحَمَّد بن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنَا الفَضْل بن العبَّاس بن المَأْمُون، قال (١): كُنْتُ مع المُعْتَزّ في الصَّيْدِ، فانْقَطَعنا في المَوْكِب هو وأنا ويُونُسُ بن بُغَا، ونَظَرنا إلى دَيْرٍ فيه دَيْرَانيٌّ يَعْرفني وأعْرفُه، ظَريْفُ مَلِيْحٌ، فشَكَا المُعْتزُّ العَطَشَ، فقُلتُ: هَا هُنا دَيْرَانيٌّ ظَرِيفٌ مَلِيْحٌ، فقال: مُرْ بنا، فجِئْنا، فخَرَجَ إلينا وأخْرَج لنا ماءً باردًا، وسَألَني عن المُعْتز ويُونُس، فقُلْتُ: فِتْيَان من أبناء الجُنْدِ (a)، فقال لي: تَأكُلون شيئًا؟ قلنا: نعَم، فأخْرَج لنا أَلْطَف (a) شَيءٍ في الدُّنْيا، فأكَلْنا أطْيَبَ أكْلٍ، وجَاءنا بأطْيَب أُشْنَانٍ وأحْسَن آلةٍ، فاسْتَظْرَفهُ المُعْتَزُّ، وقال لي: قل له بينَك وبَيْنه: مَنْ تُحبّ أنْ يكُون معك من هذين لا يُفَارِقك؟ فقُلتُ لَهُ، فقال: كلَاهمُا وتَمْرًا! فضَحِكَ المُعْتَزّ حتَّى مال على الحائط، فقُلْتُ للدَّيْرانيّ: لا بُدّ من أنْ تَخْتار، فقال: الاخْتِيَارُ واللّه في هذا دَمَارٌ، ما خَلَق اللّهُ عَقْلًا يُمَيِّز بين هذين!


(a) بعده في رواية الشابشتي والأصفهاني وابن فضل الله: "فقال [أي الديراني]: بل مفلتان من أزواج الحور! فقلت: هذا ليس من دينك ولا اعتقادك، قال: هو الآن من ديني واعتقادي! فضحك المعتز"، وعبارة الأصفهاني في الأغاني: "مفلتان من حور الجنّة".
(b) في الأصل: أطلف! ولم ترد عند الشابشتي ولا الأصفهانيّ، وعند ابن فضل اللّه: "وكان من أنظف طعام في أنظف آنية"، والمثبت على التقريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>