للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضَرَبه أحَدُهما ضَرْبةً، إنَّ الرَّجُلَ ليَعِيْشُ ممَّا هو أشَدُّ منها، ويَمُوتُ ممَّا هو أهْوَنُ منها، قال: ثمّ ذَهَب.

فقال عَبد الله بن وَهْبٍ السَّبَأيّ ورَفَع يَدَهُ إلى السَّماءَ: الله أكْبَر، اللهُ أكْبَر! قال: قُلْتُ له: ما شَأنُكَ؟ قال: لو أخْبرنا هذا أنَّهُ نَظَر إلى دِمَاغهِ قد خَرَج، عَرفْتُ أنَّ أَمِير المُؤْمنِيْن لا يَمُوت حتَّى يسُوقَ العَرَبَ بعَصَاهُ، قال: فوالله ما مَكَثنا إلَّا تلكَ اللَّيْلة حتَّى جاءنا كتابُ الحَسَن بن عليّ: من عَبد الله حَسَن أَمِير المُؤْمنِيْن إلى زَحْر بن قَيْس، أمَّا بَعْدُ، فخُذْ البَيْعَة ممَّن قِبَلَكَ. قال فقُلْنا: أين ما قُلْتَ؟ قال: ما كُنْتُ أراهُ يَمُوتُ!.

أنْبَأنَا أبو المَحَاسِن سُليْمان بن الفَضْل بن البَانيِاسِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: قَرآتُ على أبي الوَفَاء حِفَاظ بن الحَسَن الغَسَّانِيّ، عن عَبْد العَزِيْز بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الوَهَّاب الميدانيّ (a)، قال: أخْبَرَنا أبو سُليْمان بن زَبْرٍ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الله بن أحْمَد بن جَعْفَر، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن جَرِير الطَّبَريّ (٢)، قال: قال هِشَام بن مُحَمَّد: قال أبو مخْنَف: ثُمَّ إنَّ عُبَيْد الله بن زِيَادٍ نَصَبَ رَأسَ الحُسَين في الكُوفَة، فجعَل يُدَار به (b)، ثمّ دَعَا زَحْر بن قَيْسٍ، فسرّح معه برَأسِ الحُسَين ورُؤوس أصْحَابهِ إلى يَزِيد بن مُعاوِيَة، وكان مع زَحْر أبو بُرْدَة بن عَوْف الأزْدِيّ، وطَارِق بن أبي ظَبْيَان الأزْدِيّ، فخرجُوا حتَّى قَدِمُوا بها الشَّام على يَزِيد.

قال هِشَام: فحَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بن يَزِيد بن رَوْح بن زِنْبَاع الجُذَاميِّ، عن أَبيِهِ، عن الغَاز بن رَبِيْعَة الجُرَشِيّ، من حِمْيَر، قال: والله إنَّا لعند يَزِيدَ بن مُعاوِيَة


(a) ابن عساكر: المدائني. وهو أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني الدمشقي (ت ٤١٨ هـ)، انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء ١٧: ٤٩٩ - ٥٠٠.
(b) تاريخ الطبري: يدار به في الكوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>