للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قِبَلِه، ورتَّب الأُمُور، وجَرَت على يَده على السَّدَادِ، وهو الّذي تَوَلَّى إنْزَاله وإليهِ اطْمَأنَّ.

وقال العُظَيْميّ (١): سَنَة اثْنَتَيْن وعِشْرين وخَمْسِمائَة، في جُمَادَى الآخرة منها وَصَلَ الأَمِير عِمَاد الدِّين قَسِيم الدَّوْلَة أبو سَعيد زَنْكِي بن آقْ سُنْقُر قَسِيم الدَّوْلَة إلى حَلَب ومَلَكَها، وصَعدَ القَلْعَة، وباتَ بها، وعادَ إلى نُقْرَة بني أَسَد، وقبضَ على خُتْلُغُ آبَهْ، وحَمَلَهُ إلى حَلَب وسَلَّمَهُ إلى عَدُوِّه ابن بَدِيْع، فكحَلُوهُ بدَاره في النِّصْف من رَجَب.

وقال العُظَيْميّ (٢): وفي جُمَادَى الآخرة - يعني من سَنَة ثَلاثٍ وعشْرين وخَمْسِمائَة - عادَ الأَمِيرُ عِمَاد الدِّين قَسِيم الدَّوْلَة زنْكِي من عند السُّلْطان إلى المَوْصِلِ ومعه طُغْرَاء بَتْجدِيد الجَزِيرتَين والشَّام وحَلَب والشَّطِّ، وما اتَّصَل بذلك، بعدَما خَرَجَ عن يَده بالدَّرْكَاةِ مائة وعِشْرُون ألف دِيْنار.

قال (٣): وفي مُسْتَهَلّ رَجَب - يعني من سَنَة أرْبَعٍ وعشْرين - وَصَلَ عِمَاد الدِّين زَنْكِي بن آقْ سُنْقُر إلى أكْنَاف الفُرَات وفَتَح قَلْعَة السِّنِّ، وسَيَّر سَرِيَّة تقدَّمت مع الثَّقَل إلى باب حَلَب، ونهضَت الخَيْل أغارَت على بَلَد عَزاز، وعَاثُوا في بَلَدِ جُوسْلِين مُقابَلة (a) له على قَدِيم قَبِيْحَة في غَيْبَة الأَمِير قَسِيم الدَّوْلَةِ.


(a) موضع الباء مهمل في الأصل، ويمكن أن تكون: مقاتلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>