للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وانْحَازَ قاضِي القُضَاة الزَّيْنَبي إلى المَوْصِل في وِلَايَةِ الرَّاشِد والآن عاد وسَمِعَ البَيِّنَة في خَلْع الرَّاشِد، وانْضَافَ إلى الرَّاشِد لمَّا أصعَد إلى المَوْصِل أبو الفُتُوح الوَاعِظ الإسْفَرَايني وجَلَال الدِّين بن صَدَقَة الّذي كان وَزِيره، وقَوَام الدِّين بن صَدَقَة، وأكَابر بَيْت صَدَقَة، وحَصَل الجَمَاعَةُ عند زَنْكِي بالمَوْصِل.

ولمَّا اتَّفقَت الكَلِمَةُ على المقتَفِي لأمْر اللهِ وعلى السُّلْطان مَسْعُود، اسْتَشْعَر الرَّاشِد من زَنْكِي، وطلبَ منه أنْ يَعْبُر إلى الجانب الغَرْبيّ ليَمضِي إلى هَمَذَان، فمشَى بينَ يَدَيْهِ إلى أنْ حَصَل في الشَّبَّارَة وعَبَر، وتخلَّفَ عند زَنْكِي جَلَال الدَّوْلَة صَدَقَة وجَمَاعَة من بيتهِ.

وسَمِعْتُ قَوَام الدِّين [ابن] (a) صَدَقَة يَحْكي أنَّ الرَّاشِدَ لمَّا حَصَل على شَاطِئ دِجْلَة بالمَوْصِل يُريدُ العبُورَ وزنْكِي بينَ يَديْه، قال لأبي الرِّضَا بن صَدَقَة: أُريدُ أَقْتُل زَنْكِي، فقال أبو الرِّضَا لابن عَمِّه قَوَام الدِّين: قُل لزَنْكِي يُسْرِع خَطْوَهُ بحيث يبعُد عن الرَّاشِدِ، ففَعَل، وعرَف زَنْكِي ذلك لأبي الرِّضَا، فاسْتوْزرَهُ، ومَضَى الرَّاشِدُ إلى أصْفَهَان وصُحْبته أبو الفُتُوح الإسْفَرَايني، وأقام عليها إلى أنْ قُتِلَ.

وقال: في خَامِس عَشْريّ جُمَادَى الآخرة - يعني سَنَة تِسْعٍ وثَلاثين وخَمْسِمائَة - فَتَحَ زَنْكِي الرُّهَا؛ كان نَازِلًا على آمِد فكَتَبَ إليه رِئيسُ حَرَّان يُخْبره أنَّ صَاحِب الرُّهَا قد تَوجَّه إِلى الشَّام، فأغَذَّ زنْكِي السَّير حتَّى نَزَلَ على الرُّهَا، وحال بينها وبين صَاحِبها، وحاصرها أشَدّ الحِصَارِ، وفَتَحَها بالسَّيْف فغَنم المُسْلمُون منها.

قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة بن الحرَّاني لحَرَّان، دَفَعهُ إليَّ الخَطِيبُ سَيْف الدِين أبو مُحَمَّد عبد الغنِي ابن شيخنا فَخْر الدِين أبي عبدِ الله مُحَمَّد بن


(a) إضافة حسبما تقدم في أول النقل، وهو علي بن صدقة بن علي بن صدقة، الوزير أبو القاسم قوام الدين (ت ٥٥٢ هـ)، انظر ترجمته في تاريخ الإسلام ١٢: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>