للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووَرَدَ الخبَرُ بعَقب ذلك بَمَجيء ابن الأغْلَب مُنْهزمًا إلى مِصْر، فكَتَبَ العبَّاسُ يتعرَّفُ مِقْدَار ابن الأغْلَب وجَيْشه وما وَرَد به مِصْر معه، فوَرَدت كُتُب أصْحَابه بأنَّهُ في غايةِ التَّرَفُّهِ والتَّشَاغُل بلذَّته، وأنَّهُ لا رَأي له ولا حَزْم عنده، فكَتَبَ إلى النُّوْشَرِيّ في إخْرَاجهِ من مِصْر إلى الحَفْرة، فلمَّا صَار بدِيَار مُضَر أشَارَ على المُكْتَفِي أنْ لا يُقْدِمه الحَضْرة إذ كان مَؤُونَة لا مَعُونَة، وكَتَبَ إلى ابن بِسْطَام وهو يَلَي ديار مُضَر أنْ يُقيْمَهُ عندَهُ ويُقِيم له انْزَالًا بألف دِيْنارٍ في كُلِّ شَهْرٍ، فأقام شُهُورًا ثمّ تُوفِّي.

وابنُ الأغْلَب هذا من وَلدِ الأغْلَب بن عَمْرو المَازِنِيّ، وكان عَمْرو من أهْلِ البَصْرَهَ، ووَلَّاهُ الرَّشِيْدُ المَغْرب بعد أنْ مات إِدْرِيس بن عَبْد الله بن حَسَن بن حَسَن، فما زَال بالمَغْرب إلى أنْ تُوفِّي، وحَلَفَهُ ابنُه الأغْلَب بن عَمْرو، ثمّ أوْلَادهُ إلى أنْ صَار الأمرُ إلى زِيَادَة الله هذا (a).

أخْبَرَنا سُليْمان بن الفَضْل بن سُلَيمان، فيما أَذِنَ لنا في روَايتَه عنْهُ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الدِّمَشقيّ (١)، قال: زِيَادَةُ الله بن عَبْدِ الله بن إبْراهيم بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الأغْلَب بن إبْراهيم بن سَالِم بن عِقَال بن حُذَافَة بن عَبَّاد بن عَبْد اللهِ بن مُحَمَّد بن سَعْد بن حَرَام بن سَعْد بن مَالِك بن سَعْدِ بن زَيْد مَنَاة بن تَمِيْم، أبو مُضَر (b) بن أبي العبَّاسِ التَّمِيْمِيّ، صَاحِب القَيْرَوان، قَدِمَ دِمَشْقَ في سَنَة اثْنَتَيْن وثَلاثِمائة مُجْتَازًا إلى بَغْدَاد حين غُلِبَ على مُلكْه


(a) بقية الصفحة بياض في الأصل، كلها باستثناء هذا السطر، وكذا كامل التي تليها.
(b) تاريخ ابن عساكر: أبو منصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>