للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعْلَم، قال لي: القَصِيدَة الّتي قالها زِيَاد الأعَجَم في المُغيرَة بن المُهَلَّب، ثُمَّ قال: أتَحْفَظها؟ قُلتُ: نَعَم، قال: فخُذْها عليَّ، فأنْشَدَنيها حتَّى أتى على آخرها، وتَرَك منها بَيْتًا، قُلْتُ: يا أَمِير المُؤْمنِين، تَرَكْتَ منها بَيْتًا، قال: وما هو؟ قُلْتُ (١): [من الكامل]

هَلَّا ليالي فَوْقَه بِزَّاتُهُ (a) … يغْشَى الأَسِنَّة فَوْق نَهْدٍ قَارِح

قال: هَاه هاه؛ يتَهدَّد المَنِيَّة إلَّا أَتَتك ذلك الوَقْتَ، هذا أجْوَدُ بَيْتٍ فيها، ثمّ اسْتَعادنيهِ حتَّى حَفِظَهُ (b) .

أنْبَأنَا مُحَمَّد بن هِبةِ الله، قال: اخْبرَنا أبو القاسِم الحافِظ (٢)، قال: أنْبَأنَا خالي أبو المَعَالِي القَاضِي، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله (c) بن عَبد الرَّزَّاق بن عَبْدِ الله الكَلاعِيّ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن أبي الصَّقْر، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن مُغَلِّس، قال: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن رَشِيْق، قال: حَدَّثَنَا يَمُوْتُ بن المُزَرِّع، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن سُفْيان الزِّيَادِيّ، قال: سَمِعْتُ الأصْمَعِيَّ يَقُول: لقد بُلي هؤلاء القَوْم من زِيَاد الأعْجَم بثلاثة لم يمُتَحَن بها أحَدٌ من نُظَرائهم - يعني الأشَاقِر؛ بَطْن من الأزد فمن ذلك قَوْله فيهم (٣): [من البسيط]

قالوا: الأشَاقِر تَهْجُوهم (d) فقُلْت لهم: … ما كُنْتُ أحْسَبهم كانُوا ولا خُلقُوا

قَوْمٌ من الحَسَب الزَّاكِي بمَنْزِلةٍ … كالوَدِّ بِالقَاعِ (e) لا أصْلٌ ولا وَرَقُ

لا يكثرُونَ وإنْ طَالَ الزَّمان بهم (f) … ولو يَبُولُ عليهم ثَعْلَبٌ غَرِقُوا

قال الحافِظُ أبو القَاسِم (٤): قَرأتُ بخَطِّ أبي عُبَيْد الله مُحَمَّد بن عِمْران


(a) شعر الأعجم: هلا أتته وفوقه بزاته.
(b) الأصل: حفظته، وعليها أثر إصلاح.
(c) ابن عساكر: عبيد الله.
(d) شعر الأعجم: تهجوكم.
(e) شعر الأعجم: كطحلب الماء.
(f) شعر الأعجم: وأن طالت حياتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>