للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم نَصْر بن أحْمَد بن أبي الفَتْح الهَمَذانيِّ (a)، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخلَيلِ بن هِبَة الله بن الخَليل، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن القَاسِم بن دَرسْتَوَيْه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل أبو الدَّحَدَاح، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن يَعْقُوب الجُوْزجانيِّ، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن صالح، قال: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بن عَرَبيّ، قال: بَيْنا عُمَر بن عَبْد العَزِيْز يتَغَدَّى إذ بَصُر بزِيَاد (b) مَوْلَى ابن عَيَّاشٍ، فأمَر حَرَسيًّا أنْ يكُون معه، فلمَّا خَرَجَ النَّاسُ وبَقِي زِيَاد قام إليهِ عُمَر فَجلَسَ إليهِ، ثُمَّ قال: يا فاطِمَةُ، هذا زِيَاد مَوْلَى ابن عَيَّاش فاخْرُجي فسَلِّمي عليه، ثُمَّ قال: يا فاطِمَةُ، هذا زِيَاد مَوْلَى ابن عَيَّاش عليه جُبَّة صُوْفٍ، وعُمَر قد وَلي أمْرَ الأُمَّة، فحاسَب نفسَهُ حتَّى قام إلى البَيْت فقَضَى عَبْرتَهُ، ثمّ خَرَجَ ففَعَل ذلك ثلاثَ مَرَّاتٍ، فقالت فاطِمَةُ: يا زِيَاد، هذا أمْرنا وأمْرُه، ما فَرِحْنا به ولا قرَّت أَعيُنُنا منذُ ولي.

أنْبَأنَا ابن طَبرزَد، عن أبي غَالب بن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الجوهَريِّ، قال: أخْبَرنا مُحَمَّد بن العبَّاس بن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا ابن أبي دَاوُد، قال: قُرئَ على الحارِث بن مِسْكِين وأنا أسْمَعُ عن بعض أصْحَابهِ عن مَالكٍ: قال مُزَاحِم مَوْلَى عُمَر بن عَبْد العَزِيز اشْتَريت لعُمَر بن عَبْد العَزِيْز وهو أميرُ المَدِينَة للوَلِيْدِ كسَاء خَزٍّ بستِّمائة دِيْنارٍ أو بسَبْعمائة دِيْنارٍ، فَجُعِل بجَنْبه ويقُول: إنَّهُ لخشِنٌ!. فلمَّا وَلي الخِلَافَة، قال: إنِّي لأجدُ البَرْدَ باللَّيْلِ، فاشْتَريْتُ له كسَاءٌ بعَشْرة درَاهِم، فلمَّا أتيْتُه به جُعِلَ بجَنْبه ويقُول: إنَّهُ للَيِّنٌ، فضَحِكْتُ، فقال: مِمَّ تَضْحَك؟ فقُلتُ: أمَا تَذْكُر حين اشْتَريْتُ لك كسَاءً بسِتِّمائة دِيْنار أو بسَبْعمائة، فَجَعلْتَ تقُول: إنَّهُ


(a) في الأصل بالدال المهملة، وضبطه في ق بفتحتين، فيكون الهمذاني كما في نشرة تاريخ ابن عساكر في هذا الموضع، وهو في أصول ابن عساكر بالمهملة أيضًا، وفي ترجمته من تاريخ ابن عساكر (٦٢: ١٢) بالدال المهملة، والمثبت موافق لما في تاريخ الإسلام ١١: ٨٨٢.
(b) ق: بزياد بن زيلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>