للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أو أَتَيتُ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال: إنَّ الله قد أنزلَ عُذرَكَ وصَدَّقك، قال: فنَزَلَت هذه الآيةَ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} (١) حتَّى بَلَغَ {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (٢).

قال الحافِظُ أبو القَاسِم (٣): ورَوَاهُ أبو سَعيد الأزْدِيّ عن زَيْدٍ بمَعْناه.

أخْبَرناهُ أبو عَبْدِ الله الخَلَّالُ، قال: أخبَرَنا إبراهيم بن مَنصُور، قال: أخبَرَنا أبو بَكْر بن المُقرِئ، قال: أخْبَرَنا أبو يَعلَى، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن أبي شَيْبَة، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله (a) بن مُوسى، قال: حَدَّثَنَا إِسرائيل، عن السُّدِّيّ، عن أبي سَعيد الأزْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا زَيْد بن أرْقَم، قال: غزونا مع رسُول اللهِ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، ومعنا ناسٌ من العَرَب، وكُنَّا نَبتدِرُ الماء، وكان الأَعْرَابُ يَسبقُوننا، ويَسبق الأعْرَابِيّ أصْحَابَهُ فيَمْلأ الحوض، ويَجْعل حَوْله حِجَارَةً ويَجْعلُ عليه نطَعًا حتَّى يَجِيء أَصحابُه، قال: فجاء رَجُلٌ من الأنْصَار فأرْخَى زمَام نَاقَته لتَشْربَ فأبَى أنْ يدعَهُ فانْتَزع حَجَرًا، ففَاضَ الماءُ، فرَفع الأعرَابِيّ خَشَبةً فضَربَ بها رأس الأنْصَاريّ، فشَجَّهُ، فأتَى عَبْد الله بن أُبَيّ، رأسُ المنُافِفين، وكان من أصحَابهِ، فغَضِبَ عَبْدُ الله بن أُبَيّ، وقال: {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} (٤)، يَقُول (a): مَن حَوْله من الأعْرَاب، وكانوا يَحْضُرون رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم عند الطَّعَام، فقال عَبْد الله لأصحابه: إذا انْفَضُّوا من عند مُحَمَّدٍ فائتُوا مُحَمَّدَا بالطّعَام فليَأكُل هو ومِن عندَهُ، ثُمَّ قال لأَصْحَابه: إذا رَجَعتمُ إلى المَدِينَة فليُخْرِج الأعَزُّ منها الأذَلَّ. قال زيْد: وأنا رَدِيْف عمِّي، قال: فسَمِعْتُ عَبْد اللهِ،


(a) ابن عساكر: عبد الله.
(b) ليست في تاريخ ابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>