للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكُنَّا أخْوَاله، فأخْبَرت (a) عَمِّي، فانْطَلقَ فأخْبَر رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فأرْسَل رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إليه، فَخَلفَ وجَحَد، قال: فصَدَّقه رسُولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكَذَّبني، قال فجاء عَمِّي فقال: ما أردْتَ إلى أنْ مَقَتَكَ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكذَّبك وكذَّبك المُسلمُون؟ قال: فوقعَ عليَّ من الهَمِّ ما لَم يقَع على أحدٍ قَطُّ. قال: فبَينما أنا أسِيْرُ مع رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ إذ خفَقْتُ برَأسِي من الهَمِّ، إذْ أتَاني رسُول اللهِ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم فعَرَك أُذُني وضحكَ في وَجْهي، فما كان يسُرُّني أنَّ لي به الخلد أُقيم في الدُّنْيا، ثُمَّ إنّ أبا بَكْر لَحقَني فقال: ما قال لك رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: قُلتُ: ما قال لي شيئًا إلَّا أنَّهُ عَرَكَ أُذُني وضَحكَ في وَجْهي، قال: أَبشِرْ، قال: ولَحِقَني عُمَرُ، فقُلْتُ له قَوْلي لأبي بَكْرٍ (b)، فلمَّا أصْبَحْنا قَرأ رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُوْرة المُنَافِقين (c).

أنبأنَا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد، قال: أخبَرَنا أبو القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخبَرَنا أبو الحُسَين بن النَّقُور، قال: أخبرَنا عِيسَى بنُ عليّ، قال: أخبَرَنا أبو القَاسِم البَغَويّ، قال: حَدَّثني سَعيد بن يَحْيَى الأمَوِيّ، قال: حَدَّثني أبي، عن ابن إسْحَاق (١)، قال: حَدَّثَني عَبْد الله بن أبي بَكْرٍ، عن بعض قَوْمهِ، عن زيد بن أرْقَم، قال: كُنْتُ يَتِيْمًا لعبد الله بن رَوَاحَة (d) فخرَج بي معه - يعني إلى مُؤْتَة - مُردِفِي على حَقِيبَة (e) رَحْلِهِ، فقال ليلةً (٢): [من الوافر]

إذا أدَّيْتَنِي وحَمَلْتِ رَحْلي … مَسِيْرةَ أرْبعٍ بعدَ الحِسَاءِ


(a) الأصل: فاخترت، والمثبت من ق وابن عساكر.
(b) ق: رضي الله عنه.
(c) بقية الصفحة بياض في الأصل تقدير النصف.
(d) زيد في السيرة: في حجره.
(e) في الأصل: حدسه، مهملة، ق: حديثه، والمثبت من السيرة لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>