للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَكَرَ غيره أنَّهُ سَابُور بن هُرْمُز بن نرسيِ بن بَهرام بن سَابُور، وأنَّ بَهْرَام شَاهَانْشَاه (a) أخُو نَرْسِي بن بَهْرَام. قيل: إنَّهُ دَخَلَ الشَّام وقَصَدَ مَلِك الرُّوم أبولْيَاس (b) إلى أنْطَاكِيَة فقَبَض عليه وحَبَسَهُ بأنْطَاكِيَة.

قَرأتُ بخَطِّ عَبْد السَّلام البَصْرِيّ (c): وكان سَابُور حَمْلًا يَوْم ماتَ أبُوه هُرْمُز المَلِكُ، فعُقِدَ التَّاجُ على بَطْن أُمِّه، وكان المَلِكُ يَوْم يمُلَكَ يَتَكلَّم بكَلامٍ يُرَغِّبُ النَّاس ويُرَهِّبهم، ويَعِدُهُم العَدْلَ، وحُسْنَ السِّيْرَة، إذا قَعَدَ على سَرِير المُلْك ووَضَع التَّاج على رَأسِه، يَحْمَدُ الله ثمّ يَتَكلَّم بذلك، فإنْ كان المَلِكُ صَغِيرًا لا يَحْتَمل أنْ يُعَلَّقَ التَّاج على رَأسِه، وُضعَ التَّاج على كُرْسِيِّ وتكلَّم عنه وَزِيره والمَوَابذَةُ والهَرَابذَةُ، فإذا كان صبِيْحَة اليَوْم الّذي يُدركُ فيهِ، وُضعَ التَّاجُ على رَأسهِ، وجَلَس مَجْلِسَ المُلُوك، ثُمَّ تكلَّم هو.

وإنَّما سُمِّي سَابُور ذو الأكْتاف لأنَّهُ كان يَخْلعُ أكْتَاف العَدُوّ (١). وهو الّذي قَتَلِ إيَادًا، وإنَّما كان جُرْم إيَادٍ عندَهُ أنَّ شَاةً لرَجُل من أهْل السَّوَادِ سُرِقَت فاتّهِمِ بها رَجُلًا من إيَادٍ، كان دَخَل السَّوَاد في حاجةٍ له فقَتَل سَابُور إيَادًا، وهَربتْ بَقِيَّةُ منهم فدَخَلَتْ بلادَ الرُّوم، فَخلعَ سَابُور أكْتَاف مَنْ بقي منهم.

ومن خَطِّ عَبْد السَّلام: وبَلَغَنا أنَّ مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان كَتَبَ إلى بَني تميْم يأمرُهم بالوثُوب على عليّ بن أبي طَالب عليه السَّلام (d)، فأجَابَهُ إلى ذلك قَوْمٌ منهم، وعليّ عليه السَّلام يَوْمئذٍ بالبَصْرَة، فبلَغَه ذلك، فصَعدَ المنبَر فَخَطَبَ النَّاسَ، ثم قال (٢): [من الخفيف]


(a) ق: شاهنشاه.
(b) في العبر لابن خلدون ٣: ٤١١ - ٤١٣: لُلْيَانُوس.
(c) ق: رحمه الله.
(d) ق: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>