لقَرِيبٌ من الهَلَاكِ كما أهْلَكَ … سَابُور بالسَّوَادِ إيَادَا
قال: وبَلَغَنا أنَّ سَابُور ذا الأكْتَاف المَلكَ أقام بجندَي سَابُور ثلاثين سَنَة من مُلكه، ثمّ تحوَّل إلى المَدَائن، وهى دَارُ المَلكَ في القَدِيم، فتحوَّل عن جَانِب المَدَائِن الّتي كانت المُلُوك تنْزله، وبَنى الإِيْوَان الّذي بالمَدَائِن اليَوْم والقَصْرَ في الجانب الآخر.
فلَم تَزَل المُلُوك -بعد سَابُور ذي الأكْتَاف إلى أنْ خَرَج المُلْكُ من أيْدِيهم - ينْزلونَ الإِيْوَان الّذي بالمَدَئِن والقَمْر الّذي الإِيْوَان فيهِ، ومَلَكَ سَابُور اثنتَيْن وسَبْعِين سَنَةً، فحين حَضَرته الوَفَاةُ كان ابنُه سَابور بن سَابُور ذي الأكْتَاف صَغِيرًا، فأوْصَى بالمَلِك لأَخِيهِ أَرْدَشِيْر (a) في هُرْمُز المَلِك.
ومن خَطِّ عَبْد السَّلام: وبن سَابُور ذو الأكْتَاف الإِيْوَان الّذي بالمَدَائِن والقَصْرَ الّذي فيه الإِيْوَان، وبَنى الأنبار وسمَّاها فيرُوز سَابُور، وبَن مَدِينَة السُّوْس بالأهْوَاز، وفي مَدَائِن بسِجِسْتَان، وبنى مَدِينَة الكَرَج، وبَنى مَدِينَة بآجُرٍ وسمَّاها جُنْدَي سَابُور؛ أسْكَنَ فيها سَبْيًا سَبَاهُم من الرُّوم، وبنى مَدِينَة نَيْسَابُور بأرْض خُرَاسَان، وفي مَدَائنًا بالسِّنْد.
هذا ما نَقَلْتُهُ من خَطِّ عَبْد السَّلام البَصْرِيّ المعرُوف بالوَاجْكَا.
وذُكِرَ في غير هذا الكتاب أنَّ أبولْيَاس مَلِكَ الرُّوم، وكان ينْزلي أنْطَاكِيَةَ، قَصَدَهُ سَابُور ذو الأكْتَاف فظَفر به أبولياس إمَّا في حَرْبه، وإِمَّا لأنّ سَابُور -كما يُقال- مَضَى إلى أرْض الرُّوم ليقتَصَّ أمْرَها، ففَطنَ له وقَبَض عليه، فكيفَ ما كان فقد دَخَلَ أنْطَاكِيَة.