للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظَّاهِرُ المَلِكُ (a) المخلُوق من مَلَكٍ … ومن أيادِيه أنْوَاءٌ مَطِيْراتُ

تَخَافُه الأُسْدُ في الأخْيَاسِ مُشْبلةً … وتَستَحِي من حَياهُ المُسْتَهلَّاتُ

تَاهَتْ بدَولَته الدُّنْيا وجَمَّلهَا … آثَارُهُ ومَسَاعِيهِ الأبِيَّاتُ

يَمحُو ويُثْبتُ أرزَاقَ الورى بيَدٍ … لا زَالَ فينا لها مَحْوٌ وإثْبَاتُ

عَدْلٌ وحلْمٌ ورَأيٌ ثَاقِبٌ وَسُطًا … تُغْنِي بتَدْبيرها في الرَّوْع رَاياتُ

وهمَّةٌ هامَةُ الجَوْزَاءَ تَحْسُدها … وعَزْمَةٌ تَتَوقَّاها المنيَّاتُ

مَنَاقِبٌ لوحَوَتْها الشُّهْبُ ما خَفِيَتْ … وأظْهَرَت ما أجَنَّتْهُ الظُّهَيْراتُ

وطِيْبُ نَشْرٍ به الأقْطَار في قُطُرٍ … تراوح الريحّ طِيْبًا منه فوْحَاتُ

لا غَرْو ويأسَفُ عصْرٌ قد خَلا أسفًا … عَصْرًا بنُوه الخِلَالُ اليُوسُفِيّاتُ

إذ بدا اللَّيْل نقْعًا والرّعُود صَهِيْلُ … الجُرْد والبَرْق بِيْضٌ مشْرَفيَّاتُ

والسَّمْهَريَّة كالأشْطَان وَارِدَة … خِرْصَانُها شُرَّعٌ والسُّحْب هَامَاتُ

أبدًا محيَّاهُ بَدْرًا والمُلُوكُ له … أهَلَّةٌ تُجْتَلَى واللَّثْمُ هَالَاتُ

من إخْوَة يتوخَّى أنْ يعودَ لهم … إشْرَاقُ مُلْكٍ له في الغَرْب عَادَاتُ

هُمُ المُلُوكُ وأبناءُ المليْكِ وإخْوَ … انُ المَلِيْلى وحَسْبي والتَّحِيَّاتُ

يَتَلوهُمُ أُمَرَاءٌ كالليُوث لها … في مَوْقفِ الرَّوع وَقْفَاتٌ ووَثْباتُ

أُسْدٌ لها السَّرْدُ لبْدٌ والظُّبَى عِوَضٌ … من البَرَاثِن والأرْمَاحُ غَاباتُ

عَلَامَ لا يُعْجزُ الوُصَّافَ وَصْفُهُم … وهُم بمُلْكك في الدُّنْيا عَلَاماتُ

ما يَمَّمَتْ بلِوَاءٍ منْك دار عِدَىً … إلَّا وسَامَ (b) لها التَّدْبِير شيمَاتُ

وما الشَّام الّذي جَمَّلْت بل لك من … حُسْنِ المَسَاعِي بوَجْهِ الأرْض شَامَاتُ

يا أيُّها المَلِكُ السُّلْطانُ لا برحَتْ … تُهْدَى إليكَ التَّهَاني والمَسَرَّاتُ

هُنِيتَ بالنَّاصِر الثَّاني ودُمْتَ له … ما دَامَتِ الأرْضُ تَسْمُوها (c) السَّمَوَاتُ


(a) ابن الشعار: الظاهر الظاهر، مكررة.
(b) ق: وسار.
(c) ابن الشعار: تعلوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>