للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَضْلي، يُسَبِحُوني ويُقَدِّسُوني ويُكَبِّرُوني ويُهَلِّلوُنِي، فكيف أنتَ صانعُ بهم؟ قال: رَبّ، إذًا؛ أحْمِلُهُم على ظَهْري وأحمِلُهُم في بَطْني، إذا سَبَّحُوكَ سَبَّحْتُكَ معَهُم، وإذا قَدَّسُوكَ قدَّسْتُكَ معَهُم، وإذا كَبَّرُوكَ كَبَّرتُكَ معَهم، وإذا هَلَّلُوكَ هَلَّلْتُكَ مَعَهُم، قال: اذْهَب فقد باركْتُ فيكَ، وسأُكْثِرُ حلْيتَكَ، وأُكْثر صَيْدك.

وقد رَوَاهُ صَفْوَانْ بن عَمْرو، عن خَالد بن مَعْدَان، عن عُبَادَةَ بن الصَّامِت، عن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، أخْبَرَنَا به أبو مُحمَّد وأبو العبَّاس الأسَدِيَّان، إجَازَةً من كُلِّ واحدٍ منهما، قالا: كَتَبَ إلينا أبو طَاهِر الحافِظ أنَّ أحْمد بن مُحمَّد ابن الآبِنُوسيِّ أنبأهُم، قال: أُخْبرنَا عن أبي الحُسَيْن بن المُنادِي، قال: حَدَّثنا عَبْدُ العَزِيْز بن مُحمَّد بن دِيْنارٍ أبو مُحمَّد الفارِسيّ، قال: حَدَّثَنَا هاشِم بنُ القَاسِم أبو النَّضْر الحَرَّانيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بن إسْحَاق العُكَّاشيِّ (ا)، عن صَفْوَان بن عَمْرو، عن خَالد ابن مَعْدَان، عن عُبَادَةَ بن الصَّامِت، قال: قال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: إنَّ الله أوْحَي إلى بَحْر الهِنْد: كيفَ أنتَ يا بحَر الهِنْد إذا حَمَلْتُ فيكَ عبادًا لي يُقَدِّسُوني ويُهَلِّلُونِي ويُسَبِّحُوني ويُكَبِّرُوني؟ قال: أكونُ لَهُم كالمُلُوك على أَسِرَّتهم؛ إذا سَبَّحُوكَ سَبَّحْتُكَ، وإذا كَبَّرُوكَ كَبرَّتُكَ، وإذا قَدَّسُوكَ قَدَّسْتُكَ، وإذا هَلَّلُوكَ هَلَّلْتُكَ. فبارَكَ اللهُ فيهِ، فأكْثر حلْيَتَهُ وصَيْدَهُ. وأوحَي إلى بَحر الرُّوم: كيف أنْتَ يا بَحْر الرَّوم إذا حَمَلْتُ فيكَ عبَادًا لي يُقَدِّسُون ويُهَلِّلُون ويُسَبِّحُون ويُكَبِّرون؟ قال: أكون لهم كفارس الأسَد (١)؛ إنْ ثَبَتُوا فَزَّعْتُهم، وإنْ غَرِقوُا أَكَلْتُهم، قال: فلعنَهُ اللهُ، وأقَلَّ حلْيَتَهُ وصَيْدَهُ.


(a) ضبطه بفتح الكاف دون تشديد، وهو نسبة إلى عُكَّاشة بن محصن.

<<  <  ج: ص:  >  >>