للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْد الله بن عَمْرو (١)، قال: كَلَّمَ اللهُ هذا البَحْر الغَرْبيَّ، فقال: يا بَحْرُ، إنِّي خلَقْتُكَ فأحْسَنْتُ خَلْقَكَ، وأكْثرثُ فيكَ من الماء، وإنِّي حامِلُ فيكَ عِباَدًا لي يُكَبِّرُوني ويَحْمَدُوني ويُسَبِّحُوني ويُهَلِّلُونِي، فكيف أنتَ فاعِلٌ بهم؟ قال: أُغَرِّقُهُم، قال: بأسكَ في نواحيكَ، وأحْملهُم على يَدي. وكَلَّمَ اللهُ هذا البَحْر الشَّرْقيّ، فقال: يا بَحرُ، إنّي خلقْتُكَ فأحْسَنتُ خَلْقَكَ، وأكْثرثُ فيكَ من الماء، وإنِّي حَاملٌ فيكَ عِبَادًا لي يُكَبِّرُوني ويَحْمدُوني ويُسَبِّحُوني ويُهَلِّلُونِي، فكيف أنت فاعلُ بهم؟ قال: إذًا؛ أُسَبِّحُكَ معَهُم، وأُهَلِّلُكَ معَهم، وأحْمِلُهُم بين ظَهْري وبَطْني، فأثابَهُ اللهُ الحِلْيَةَ والصَّيْدَ.

قُلتُ: وقد تابَعَ النُّعْمانُ بن أبي عَيَّاشٍ شُعَيْبُ بن مُحمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن عَمْرو فرَوَاهُ عن أبيه (٢) عَبْد الله بن عَمْرو مَوقُوفًا عليه.

أنْبَأنَا بهِ أبو القَاسِم عَبْد الله بن الحُسَيْن بن رَوَاحَة الحَمَوِيُّ، عن الحافظ أبي طَاهر الأصْبَهَانيِّ، عن أحمد بن مُحمَّد بن الآبِنَوسيِّ، عن رَجُلٍ، عن أبي الحُسَيْن بن المُنَادي، قال: أخْبَرَنا العبَّاسُ بن مُحمَّد الدَّوْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو سَلَمَة التَّبُوذَكيّ، قال: حَدَّثَنا سَعيدُ بن زَيْد، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن حَازِم، قال: مَرَّ بنا شُعَيْبُ بن مُحمَّد بن عَبْد الله بن عَمْرو بن العَاص بالمَدِينَة فجلَسَ في حلْقَة سُلَيمان بن يَسَار، فحَدَّثَنا عن عَبْد الله بن عَمْرو، قال: إنَّ الله تعالى لَمّا خَلَق بَحْرَ الشَّام أوْحَى إليهِ: إنّي خلَقْتُكَ، وإنِّي حامِلُ فيك عبادًا إليَّ؛ يَبْتَغُون من فَضْلي، يُسَبِّحُوني ويُقَدِّسُوني ويُكَبِّروني ويُهَلِّلُونِي، فكيف أنت صَانعُ بهم؟ قال: رَبّ، إذًا؛ أكْسِرُ بهم سفينَتَهُم وأُغَرِّقُهُم، قال: اذْهَبَ فقد لعنْتُكَ، وسأنْقُلُ -أو: سَأُقِلُّ- حليَتَكَ، وأُقِلُّ صَيْدَكَ. وأوْحَي إلى بَحْر العِراَق: وإنِّي قد خلقك، وإنّي حَامِلُ فيكَ عِبادًا إليَّ؛ يَبتغُون من


(١) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي ١: ٥١ (رقم ٣٦).
(٢) اسم أبيه محمد، ولعل الصواب: عن جده.

<<  <  ج: ص:  >  >>