للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَرْيَة، وقام بهم على الطَّريق الّذي يتخوَّفُون أنْ يَدْخُل عليهم منه، فأقام حَارِسًا منهم، وأمَرَ أصْحَابه فنامُوا، وأمَرَ الحَارِس إذا هو أراد النَّوْم، أنْ يُوقِظ حَارِسًا منهم ويَنام هو، فحَرَس الأوَّل ثمّ أقام الثَّانيّ، ثمِّ قَام سُحَيْم الثَّالث ثُمَّ قال: أنا أحْرس فنَم، فلمَّا اسْتَثْقَلوا (a) نَوْمًا، قَتَلَهم بذُبَابَة سَيْفه رَجُلًا رَجُلًا، فاضْطَرَبَ التَّاسِع فأصَاب العَاشِر برِجْله، فوَثَبَ إلى سُحَيْم فاتَّخذا (b) وصَرَعَهُ الرُّوميّ، وجَلَس على صَدْره، واسْتَخْرج سُحَيْمٍ سِكِّينًا في خُفّة، فقَتَلَهُ بها. ثُمّ أتَى الكَنِيْسَة، فقَتَلَ فلْقَط وأصْحَابه، رَجُلًا رَجُلًا.

ثُمّ خَرَج إلى أصْحَابهِ العشرين، فجاء بهم فأرَاهُم قَتْلَهُ مَنْ قَتَلَ من الحَرَس وفلْقَط، ومَن في الكَنيْسَة، ووضعُوا سُيُوفهم فيمَن بقيّ، فنَذِرَ (c) بهم مَنْ بَقِيَ منهم، وخَرجُوا هُرَّابًا حتَّى أتَوا سُفُنَهم بوَجْهِ الحَجر، فرَكبُوها ولحَقُوا بأرْضِ الرُّوم، ورجَع أنْبَاط جَبَل لُبْنَانَ إلى قُرَاهم.

أنْبَأنَا أبو المَحَاسِن سُليْمان بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنَا عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أنْبَأنَا أبو مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْز بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد بن أبي نَصْر، قال: أخْبَرَنَا أحْمَدُ بن إبْراهيم، قال: حدَّثَنَا مُحَمَّد بنُ عَائِذ، قال: حدَّثَنَا الوَلِيد، قال: لمَّا وَلِيَ الوَلِيد بن عَبْد المَلِك، وَلّى غَازِيَة البَحْر ثلاثة نَفَرٍ من المَوَالِي: سُحَيْم بن المُهاجِر، وأبا خُرَاسَان، وسُفْيانَ الفَارسِيّ.

أخْبَرَنَا أبو الفَضْل أحْمَد بنُ مُحَمَّد بن الحَسَن في كتابهِ، قال: أخْبَرَنَا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم (٢)، قال: سُحَيْم بن المُهاجِر من سُكَّان أَطْرَابُلُس، ووَلِيَ إمْرَتها في


(a) في متن الأصل وابن عساكر: استثقل، وصوبه ابن العديم في الهامش بالمثبت.
(b) في الأصل بإهمال المثناة الفوقية، والمثبت من تاريخ ابن عساكر.
(c) الأصل وابن عساكر: فندر، بالدال المهملة، والمراد: أنَّهم علموا بخبرهم فتنبَّهوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>