للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَلْتَمس الوُصُول إليه، وعلى بابهِ جَمَاعَة من الشُّعرَاء، قد كَتَبُوا إليه رُقْعَةً، يَسْألونَهُ فيها أنْ يَسْمَع أشْعَارَهُم، فوَقَّع فيها: أنتُم غُثَاءً! فقال السَّرِيّ وأنْفَذَها إلى سَيْف الدَّوْلَة (١):

هذا اليَقِيْنُ المَحْضُ لا التَّوَهُّمُ

هُمُ غُثَا احْوَى ولَسْتُ منهُمُ

وللقَوَافي مَجْهَلٌ ومَعلَمُ

وهُنَّ إمَّا صَارِمٌ أو لَهْذَمُ

تكَادُ تَجْري مِن حَوَاشيْهِ الدّمُ

وأنْتَ بالجُوْدِ لها مُسْتَلئمُ

إذْ كُلُّ مَن همت بهِ مُسْتَسْلِمُ

يا ابنَ أبي الهَيْجَاء أنْتَ العَلَمُ

أنَافَ حتَّى كلَّلَتهُ الأنْجُمُ

مِنَ الغَمَام الجوْدِ أنْتَ أكْرَمُ

وما الظُّبَى عَزْمُكَ منها أَصْرَمُ

الشِّعْرُ كالحَلْي وأنْتَ مِعْصَمُ

مِنهُ الجَنَى الحُلْوُ ومِنهُ العَلْقَمُ

لا يَسْتَوِي فَصِيْحُهُ والأعْجَمُ

يَوْمًا ولا دِيْنارُهُ والدِّرْهَمُ

فدَعَاهُ دُوْنَهُم وسَمِعَ منه.

أخْبرَني أبو الدُّرّ يَاقُوت بن عَبْدِ الله الحَمَوِيُّ، قال: نَقَلْتُ من خَطِّ أبي عليّ المُحَسِّن بن إبْراهيم الصَّابِئ: سَمِعْتُ السَّرِيّ بن أحْمَد الشَّاعِر يقُولُ لوَالدِي أبي


(١) لم أقف على الأبيات في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>