قال أبو القَاسِم القُشَيْريّ (١): ويُحْكَى عن السَّرِيّ أنَّهُ قال: أنا أنْظُر في أنْفي كَذَا مرَّة في اليَوْم، مَخَافَة أن يكُون قد اسوَدَّ، خَوْفًا من اللهِ أنْ يُسَوِّدَ صُوْرتي لِمَا أتَعَاطَاهُ.
أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّازُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (٢)، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزِيْز بن عليّ الوَرَّاقُ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن عَبْدِ الله الهَمَذَانيّ بمَكَّة، قال: حَدَّثَنَا مُظَفَّر بن سَهْل المُقْرِئ، قال: سَمِعْتُ عَلَّان الخَيَّاط، وجَرَى بَيْني وبينَهُ مَنَاقِبَ سَرِي السَّقَطِيّ، فقال لي عَلَّان: كُنْتُ جالِسًا مع سَرِيٍّ يَوْمًا، فوافتهُ امْرأةُ فقالت: يا أبا الحَسَن، أنا من جِيْرَانكَ، أخَذَ ابْني الطَّائِفُ البَارِحَةَ، وكَلَّم ابني الطَّائِفَ، وأنا أخْشَى أن يُؤذيَهُ، فإنْ رأيْتَ أنْ تَجيء معي، أو تَبْعَثَ إليه، قال: عَلَّان: فتَوَقَّعْتُ أنْ يَبْعَثَ إليه، فقام فكَبَّر وطوَّلَ في صَلَاتهِ، فقالت المَرْأةُ: يا أبا الحَسَن، اللهَ اللهَ فيَّ، هو ذا أخْشَى أنْ يؤذيَهُ السُّلْطان، فسَلَّم وقال لها: أنا في حَاجتِكِ. قال عَلَّانُ: فما بَرحْتُ حتَّى جاءتِ امْرأة إلى المَرْأةِ فقالت: الْحَقي قد خَلَّوا ابنَك.
قال أبو الطَّيِّب (a): قال لي عَلَّانُ: وأيشٍ تَعْجَبُ من هذا؟! اشْتَري منه كُرَّ لَوْز بستّين دِيْنارًا، وكَتَبَ رُزْمانَجِهِ ثلاثة دَنَانِيْر رِبْحه، فصَارَ اللَّوْز بتِسْعين دِيْنارًا، فأتاهُ الدَّلَّالُ، فقال: إنَّ ذاك اللَّوْز أُريدُه، فقال له: خُذْهُ، قال: بكَمْ، قال: بثلاثةٍ وسِتِّين دِيْنارًا، فقال له الدَّلَّالُ: إنَّ اللَّوْزَ قد صَارَ الكُرُّ بتِسْعين، قال: له قد عَقَدْتُ بيني وبينَ الله عَقْدًا لا أَحُلُّه، ليسَ أبيعُهُ إلَّا بثلاثةٍ وسِتِّين دِيْنارًا! فقال
(a) الأصل، ق: أبو طالب، والمثبت من تاريخ بغداد، وهي كنية مظفر بن سهل المقرئ، وتأتي بعده صحيحة.