له الدَّلَّالُ: إنّي قد عَقَدْتُ بيني وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ أنَّ لا أَغُشَّ مُسْلِمًا، لَسْتُ آخذُهُ منك إلَّا بتسعينَ، فلا الدَّلَّال اشْتَرَى منه، ولا سَرَيّ باعَهُ.
قال أبو الطَّيِّب: قال لي عَلَّانُ: كيفَ لا يُسْتَجاب دُعَاء مَنْ كان هذا فِعْلُهُ؟!
أخْبرَنا عَمِّي أبو غَانِم، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح بن حَمُّوْيَه، ح.
وأخْبَرَتْنا زَيْنَبُ بنْتُ الشَّعْرِيّ في كتابها، قالا: أخْبَرَنا أبو الفُتُوح الشَّاذْيَاخِيّ، ح.
وأنْبَأنَا أبو النَّجِيْب بن عُثْمان، قال: أخْبَرَنا أبو الأَسْعَد القُشَيْريّ، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم القُشَيْريّ (١)، قال: سَمِعْتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحمن السُّلميّ رَحِمَهُ اللهُ (a) يَقُول: سَمِعْتُ أبا العبَّاس البَغْدَاديّ يَقُول: سَمِعْتُ جَعْفَر بن نُصَيْر يَقُول: سَمِعْتُ الجنُيد يَقُول: سَمِعْتُ السَّرِيّ يَقُول: إنَّ نَفْسِي تُطَالِبني منذُ ثلاثين سَنَةً أو أرْبَعيْن سَنَةً أنْ أغْمِسَ جزرَةً في دِبْسٍ فما أطْعَمتُها.
وقالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِمِ القُشَيْريّ (٢)، قال: سَمِعْتُ أبا حَاتِم السِّجِسْتَانِي يَقُول: سَمِعْتُ أبا نَصْر السَّرِّاج يقولُ: أخْبَرَني جَعْفَر بن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَني الجُنَيْد، قال: دَخَلْتُ على السَّرِيّ يوْمًا، فقال لي: عُصْفُور كان يَجِيئُني كُلّ يَوْم فأفُتُّ له الخُبْزَ فَيأكُل من يَدِي، فنَزَلَ وَقْتًا من الأوْقَاتِ فلم يَسْقُط على يَدِي، فتذكَّرْتُ في نَفْسِي: أيشْ السَّبَب؟ فذكَرت أنِّي أكَلْتُ ملْحًا بأَبْزارٍ، فقُلْتُ في نفسِي: لا آكُل بعدَها وأنا تَائِبٌ منه، فسَقَطَ على يَدِي وأكَلَ!.