فجلَسْتُ عند رَأسِه فبَكَيْتُ، وسَقَطَ من دُمُوعي على خَدِّه، ففَتَح عَيْنَيهِ (a) ونَظَر إليَّ، فقُلتُ لَهُ: أَوْصِني، فقال: لا تَصْحَب الأشْرَارَ، ولا تَشْتَغِل عن اللهِ بمُجَالسَة الأخْيَار.
وقال: أخْبَرَنا أبو شُجاع البِسْطَامِيِّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد بن أبي صَادِق، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللهِ بن بَاكُوَيْه، قال: أخْبَرَنا أبو الطَّيِّب بن الفَرُخَانِ، قال: أخْبَرَنا الجُنَيْدُ، قال: دَخَلْتُ على سَرِيّ السَّقَطِيّ وهو في النَّزْع، فجلَسْتُ عند رَأسِه، فوَضَعْتُ خَدِّي على خَدِّه فدَمعَتْ عَيْنَاي، فوقَع دَمْعِي على خَدِّه، ففَتَح عَيْنَيْهِ، فقال: مَن أَنْتَ؟ قُلتُ: خَادِمُكَ الجُنَيْدُ، فقال: مَرْحَبًا، فقُلتُ لَهُ: أيُّها الشَّيْخ، أوْصِني بوصِيَّةٍ أَنْتَفع بها بعدَكَ، فقال: إيَّاكَ ومُصَاحَبة الأشْرَار، وأنْ لا تَنْقَطع عن الله بصُحْبَة الأخْيَار.
أخْبَرَنا أبو المُظَفَّر عبد الرَّحيم بن عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد في كِتَابِهِ إليْنَا من مَرْو، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد مُحَمَّدُ بن مَنْصُور الحُرْضِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر مُحَمَّدُ بن يَحْيَى المُزَكِّي، قال: حَدَّثَنَا أبو عَبْد الرَّحمن السُّلمِيّ (١)، قال: سَمِعْتُ أبا الحَسَن بن مِقْسَم المقرِئ ببَغْدَاد يَقُول: ماتَ سَرِيٌّ سَنَة إحْدَى وخَمْسِين ومَائتَيْن.
أخْبَرَنا حَسَن بن أحْمَد بن يُوسُف الأَوَقِيّ بالمَسْجِد الأقْصَى، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر السِّلَفِيّ، قال: أخْبرَني أبو بَكْر أحْمَد بن عليّ الطُّرَيْثيثِيّ، قال: أخْبَرَنا أبي، قال: حَدَّثَنَا أبو سَعْد المَالِيْنِيّ، قال: سَمِعْتُ أبا حَفْصٍ عُمَر بن أَحْمَد بن عُثْمان، قال: أخْبَرَنا أبو عُبَيْد عليّ بن الحُسَين القَاضِي: تُوفِّي سَرِيّ بن المُغَلِّس يَوْم الثّلاثَاء لثَلاثٍ خَلَوْنَ من شَهْر رَمَضَان سَنَة ثَلاثٍ وخَمْسِين ومَائتَيْن بعد أذَانِ الفَجْر، ودُفِنَ بعد العَصْر.