للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تُرِيها شَيْئًا سِوَى اللهِ فيها … إنّها إنْ رَأت سِوَى اللهِ تَخْسَرْ (a)

وإذا ما رَأتْ كَبِيرًا سِوَاهُ … يَطَّبِيْها فقُلْ لَها اللهُ أكْبر

لا يَغُرَّنْكَ كَثْرَهُ الضَّعْفِ مِنها … في ثلاثٍ سَبْعُونَ في الضَّعْفِ أكْثَرُ

إنَّما الشَّيْخُ والصَّبِيُّ إناءٌ … فيه مَاءٌ صَاف ومَاءٌ مُكَدَّرْ

غَيَّر الشَّيْخ صُوْرةَ الحَقِّ فيهِ … وَهْيَ عِندَ الصَّبِيِّ لم تَتَغَّيْر

هَوِّنِ الأمْرَ وابْسُط الكَفَّ بَسْطًا … وَسَطًا صَالِحًا وخُذْ ما تَيَسَّرْ

واشْكُرِ اللهَ في القَلِيْلِ تكُنْ في … عَقِبِ الأمْرِ بالكَثِيْرِ مُظَفَّرْ (b)

ذَكَرَ الحَافِظُ أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار في تَارِيْخهِ المُجَدَّد لمَدِينَة السَّلام، الّذى ذَيَّلَ به تَاريْخ أبي بَكْرٍ الخَطِيب (١)، وأجازَ لي رِوَايتَهُ عنهُ، قال: سَعْدُ اللهِ بن أبي الفَتْحِ بن مَعَالِي بن الحُسَين الفَقِيْر، من أهْلِ مَنْبج، قَدِمَ علينا بَغْدَاد حَاجًّا في صَفَر سَنَة خَمْسٍ وسِتِّمائة، ورَأيْتُهُ عندَ شَيْخ الشُّيُوخ عَبْد الوَاحِد بن سُكَيْنَة، وهو شَابٌّ له أكْثَر من ثلاثينَ سَنَة، على هَيْئَة الفُقَرَاء، وقَدَم التَّجْرِيدِ، ولهُ كَلَامٌ حَسَنٌ، وفيه ظَرْفٌ، ولُطْفٌ، وحُسْنُ أخْلَاق، وقد خَدَم المَشَايخ والصَّالِحنِ، وتَخَلَّقَ بأخْلَاقِهم، فاسْتَنْشَدتُه شيئًا، فأنْشَدَني مُقَطَّعات عَلَّقْتُها عنه، وعاد وخَالَطَ المَلِك الأشْرَف مُوسَى ابن المَلِك العادِل أبي بَكْر بن أَيُّوب.

قال: أنْشَدَني سَعْد الله بن أبي الفَتْح المَنْبِجِيّ ببَغْدَاد، في رِباط أبي سَعْد الصُّوْفيّ، قال: أنْشَدَني أبو الحَسَن بن السَّكَّاك الفَاسِيّ، فذَكَرَ إنْشَادًا (c) عن شَيْخه ابن العَرِيْف المَغْرِبيّ.


(a) ق: تحشر.
(b) بعده في الأصل بياض قدر ثلثي الصفحة، وقدر نضف التي تليها.
(c) ساقطة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>