كَتَبَ إلينا يُوسُف بن جِبْرِيل القَيْسِيّ، وأخْبَرَنا أبو عَبْد اللهِ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار عنهُ، قِراءَةً عليهِ، عن القَاضِي أبي البَرَكاتِ مُحَمَّد بن عليّ الأنْصَاريّ، قال: أنْشَدَني أبو المَعَالِي سَعْدُ بنُ عليّ بن قَاسِم الحَظِيْرِيّ الكُتْبِيّ لنفسِه بدُكَّانهِ بين الدَّرْبَيْن من مَدِينَةِ السَّلام، وهى لا تَنطَبقُ الشَّفَتان عند قِرَاءَتِها (١): [من الرجز]
فقُلْتُ وكيفَ أُهَنَّى بهِ … إذا كُنْتُ فيه قَلِيْلَ الثَّرَاءِ
سَمعْتُ القَاضِي أبا عليّ الحَسَن بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل القِيْلَويّ يَقُول: سَمعْتُ أهَل بَغْدَاد يقُولُونَ: إنَّ أبا المَعَالِي الحَظِيْرِيّ تَزَهَّدَ ولبسَ الصُّوفَ وعَبَدَ الله تعالَى في الشَّمْس عَشر سِنين، وخَرَجَ عن بَغْدَاد، وقَدِمَ العَوَاصِم، وسَاحَ في بلادها.
(١) الأبيات أوردها الصفدي في كتابيه: الوافي بالوفيات ١٥: ١٧١ - ١٧٢، ونصرة الثائر على المثل السائر ٣٧٢.