للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجازَ لي الرِّوَايَةَ عنه رَفِيقُنا وصَدِيْقُنا الحافِظُ أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّارِ، وقال: سَعْدُ بن عليّ بن القَاسِم بن عليّ الحَظِيْرِيّ، أبو المَعَالِي الكُتبِيّ، من أهْل الحَظِيْرة، ناحيةٍ بدُجَيْل من سَوَادِ بَغْدَاد مجَاوِرَة لعُكْبَرا، قَدِمَ بَغْدَاد واسْتَوْطَنها، وصَحِبَ أبا القَاسِم عليّ بن أفْلَح الشَّاعر، وجَالَسَ الشَّريفَ أبا السَّعَادَات هِبَة الله بن عليّ بن حَمْزَة بن الشَّجَرِيّ النَّحْوِيِّ، وأبا مَنْصُور مَوْهُوب بن أحْمَد بن الجَوَالِيْقِيِّ، وأبا مُحَمَّد عَبْد الله بن أحْمَد بن الخَشَّابِ وغيرهم، وتَفَقَّهَ على مَذْهَب أبي حَنِيفة.

ثمّ إنَّهُ أحبَّ الخَلْوَةَ والانْقِطَاع، فخَرَجَ سَائِحًا وطَافَ بلَاد الشَّام، ومَضَى إلى مَكَّة فحَجَّ. وعادَ إلى بَغْدَاد، فجَلَس في دُكَّانٍ بين الدَّرْبَيْن، يَبعُ فيهِ كُتُب العِلْم للنَّاس، واشْتَهَر بالدِّيانَة والثِّقَة والأمَانَة، وصار دُكَّانُه مجْمعًا لأهْل العِلْم، ومُنَاخًا لأهْلِ الفَضْل.

وكان أَدِيبًا فَاضِلًا، بَلِيغًا، حَسَن النَّظْم والنَّثْر، وله مُصَنَّفاتٌ لَطِيْفة؛ منها: كتاب لُمَح المُلَح في التَّجْنِيس، وكتاب الإعْجَاز في مَعْرِفَة الألْغَاز، وكتاب زِينْة الدَّهْر في مَحَاسِن شُعَرَاءِ العَصْر، وله دِيوان شِعْرٍ، وقد رَوَى عنهُ جَمَاعَةٌ شَيئًا من شِعْره.

وذَكَرَ أبو بَكْر (a) عَبْدُ الله بن عليّ المَارَسْتَانِيّ أنَّهُ حدَّثَ بيَسِيْرٍ عن شَيخ الشُّيُوخ أبي البَرَكَات إسْمَاعِيْل بن أبي سَعْد النَّيْسَابُوريِّ، وأنَّهُ سَمِعَ منه، ولَم يَرْوِ لي عنه أحدٌ شيئًا.

وقال ابنُ النَّجَّار: أنْبَأنَا أبو البَرَكَات الحُسَيْنيّ، عن أبي الفَرَج صَدَقَة بن الحُسَين بن الحَدَّادِ الفَقِيه، قال: سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وخَمْسِمائَة، في يَوْم الاثْنَين


(a) ساقطة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>