للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفَوَارِس التّمِيْمِيّ لنَفْسِه، وكَتَبَ لي بخَطِّه (١): [من السريع]

لا تلْبَس الدَّهْرَ على غِرَّةٍ … فما لمَوْتِ الحَيِّ من بُدِّ

ولا يُخَادِعْكَ طَويْلُ البَقَا … فتَحْسَب الطُّوْلَ من الخُلْدِ

ينْفَذُ (a) ما كان له آخِرٌ … ما أقْرَب المَهْد من اللَّحْدِ

وأخْبَرَنَا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنَا أبو سَعْد، قال: وأنْشَدَني أبو الفَوَارِس التّمِيْمِيّ لنَفْسِه من قَصِيدَةٍ مَدَحَ بها الوَزِيرَ الزَّيْنَبِيّ، وأنْشَدَنيها في دار الوَزِير على الشَّطِّ (٢): [من البسيط]

مَقامكَ الأشْرَف المَحْسُود من مُضَرٍ … إذا تَنَازعَتِ العَلْيَاءَ عَدْنَانُ

حَيْثُ الأكُفُّ سبَاطٌ في عَوَارفها … والعِزّ أقْعَسُ والأحْسَاب غُرَّانُ

عَمَائِمُ القَوْم بَيْضٌ يَوْم حَرْبِهم … من الحَدِيْدِ ويَوْمَ السَّلْم تِيجَانُ

وما عليَّ (b) الّذي شَادُوهُ من شَرفٍ … مَرْعَىً خَصِيْبٌ ولكن أنْتَ سَعْدَانُ

وَجْهٌ وكَفٌّ مُضِيءٌ عند مُنْدَفُقٍ … يَبْدُو لرَائيهما حُسْنٌ وإحْسَانُ

لا تَذْكُرنَّ عكَاظًا وابن سَاعَدةٍ … ويَطَّبِيْكَ مَقَال القَوْم (c) سَحْبَانُ

وانْظُر إلى سَاحَةِ العَلْيَاءِ آهِلَةً … بسِيْفِ دِجْلَة فيها منْكَ ثَهْلانُ

وما أصوغُ بها من كُلِّ قَافِيَةٍ … غرَّاء فيها لمَنْ يَبْغي العُلَى شَانُ

فبينَ جَنْبَيَّ قَوْلٌ لو أرَحْتُ له … من الهُمُوم تَمنَّى القَوْلَ غَيْلانُ

أخْبَرَنِي نَجِيْبُ الدِّين دَاوُد بن أحْمَد بن سَعِيد بن خَلَف الطِّيبِيُّ التَّاجرُ بجَامع حَلَب، وكَتَبَهُ لي بخَطِّه، قال: وحَدّثَني رَحِمَهُ اللهُ - يعني أبا الغَنائِم


(a) الخريدة: ينفد.
(b) الأصل، ق: على، وفوقه "ص"، وكتب ابن العديم في هامش الأصل: "ينبغي أن يكون: على ذا؛ وإنما هو بخط السمعاني هكذا وعليه ضبَّةٌ"، والمثبت رواية الديوان.
(c) الديوان: القَرْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>