للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْمَد بن مُحمَّد بن عَبْد الله بن النَّقُّور البَزّاز (a)، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر مُحمَّد بن عَبْد الرَّحْمن بن العبَّاس المُخَلِّص، قال: أخْبَرنا أبو بَكْر أحمدُ بن عَبْد الله بن سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو عُبَيْدَةَ السَّرِيّ بنُ يَحْيَى التّمِيْمِيّ، قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ ابن إبْرَاهِيْم التَّيْمِيّ، قال: حَدَّثَنَا سَيْفٌ، عن أبي عُثْمان وأبي حَارِثَة، عن عُبَادَةَ وخَالِدٍ، أنَّ هِرَقْل كلَّما حَجَّ بَيتَ المَقْدِسِ خَلَّفَ سُورْيَة وطَعَنَ في أرْضِ الرُّوم، الْتَفَتَ إليها فقال: عَليِك السَّلامُ يا سُورْيَةَ تَسْلِيمَ مُوَدّع ولَم يقْضِ منكِ وَطَرَهُ، وهو عَائدٌ. فلمَّا تَوَجَّهَ المُسلِمُونَ نحو حِمْصَ عَبَرَ الماءَ فنزلَ الرُّهَا، فلم يَزل بها حتَّى طلعَ أهْل الكُوفَةِ، وفُتِحَتْ قِنَّسْرِيْن، وقُتِلَ مِيْنَاس، فخَنَسَ عند ذلك إلى شِمْشَاط، حتَّى إذا فَصَل منها نحو الرُّوم عَلَا على شَرْفٍ، والْتَفَتَ ونَظَر نحو سُورْيَةَ وقال: عليكِ السَّلامُ يا سُورْيَة؛ سَلامٌ لا اجْتماع بعدَهُ، ولا يَعُودُ إليكِ رُومِيٌّ أبدًا إلَّا خائفًا، حتَّى يُوْلد المَولُود المَشْؤُوم، ويا لَيْتَهُ لا يَوْلَدُ، ما أحْلَى فِعْلَهُ، وأمَرَّ عاقبَتَهُ على الرُّوم (١).

وقال: حَدَّثَنا السَّرِيّ، قال: حَدَّثَنَا شُعَيْب، قال: حَدَّثَنا سَيْفُ، عن أبي الزَّهْرَاءِ وعَمْرو بن مَيْمُون، قالا: لمَّا فَصَل هِرَقْلُ من شِمْشَاط وأخْلَى الرُّومُ، الْتَفَتَ إلى سُورْيَة، فقال: قد كُنْتُ سَلَّمْتُ عليكِ تَسْليمَ المُسافِر، فأمَّا اليَوم فعلَيك السَّلامُ يا سُورْيَةُ تَسْلِيمَ المُفَارِق، لا يَعُود إليكِ رُوْمِيٌّ أبدًا إلَّا خائفًا حتَّى يُوْلَد المولُود المَشْؤُوم، ويا لَيْتَهُ لم يُوْلَد، ومضَى حتَّى نَزَلَ قُسْطَنْطِينِيَّة (٢).


(a) الأصل و "ك": البزّار، براء آخر الحروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>