للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَعَ إليَّ نُسْخَة من شعر أبي فِرَاس، بخَطِّ أبي المَجْد عَبْد الله بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة، شَرْح أبي عَبْد الله بن خَالَوَيْه، وعليها بخَطِّ ابنه أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله: هذه النُّسْخَة قَابَل عليها وَالدِي، رَحِمَهُ اللهُ، من أرْبَع نُسخ، وصَحَّت بنِهايَة المُمْكن، وهي بخَطِّه، وقابَلْتُ أنا عليها من نُسْخَةٍ خَامِسةٍ كَثِيْرة الشَّرْح، وقد خَرَّجْتُ ما وَجَدْتُ من الزِّيادَة بخَطِّي في حَوَاشِيها، وها أنا أذْكُر من الأبْيَات والشَّرْح في هذه القَصِيدَة ما تَضَمَّن ذِكْر أبي العَلَاء سَعِيد على صُوْرته، قال بعد هذين البَيْتَيْن، أعني ابن خَالَوَيْه: أبو العَلَاء سَعِيْد بن حَمْدَان كان مُلَازمًا حَضْرة المُقْتَدِر، فكانت أكْثَر مَواقفهِ على بَابهِ، ولمَّا عَظُم أمْرُ الرَّجَّالَة سَارُوا إلى دار المُقْتَدِر في أرْبَعيْن ألْفًا، فهَزَمُوا ابنَ يَاقُوت الحَاجِبَ والسَّاجِيًّة والحَجريَّة، وكان أبو العَلَاء في دَار الخلَيفَة على غير أُهبةٍ، فأمَره بالخُرُوج إلِيهم، ودَفَع إليه جَوْشَنَ المُعْتَضِد، ودِرْع وَصِيْف الخَادِم، فظَاهر بينهما، ويخرج فضرب فيهم بالسَّيْف، وغَشُوه من كُلِّ جانبٍ وأثْخَنُوه بالجِرَاح فثَبَتَ حتَّى هزَمَهم، فلم تَقُمْ لهم قائمةٌ إلى اليَوْم.

وبخَطِّ أبي الحَسَن في الحَاشِيَة: فقال فيه هَوْبَر الكِنَانِيّ، من وَلد هَوْبَر صَاحِب تَغْلِب في حَرْب قَيْس وتَغْلِب، قَصِيدَةً يَمْدَحُه فيها، منها: [من الخفيف]

يُبْرِزُونَ الوُجُوهَ تَحْتَ ظِلَال الـ …


مَوْتِ والمَوْتُ مِنْهُمُ يَسْتَظلُّ
كُرَمَاءٌ إذا الظُّبَى وَاجَهَتْهُمْ … مَنَعَتْهُمْ أحْسَابُهُمْ أنْ يُوَلُّوا
وقال ابنُ خَالَوَيْه: وكانت له - يعني أبا العَلَاءِ - بالجُنْد والقُوَّادِ وَقْعَة في دَار ابن مُقْلَة الوَزِير أعْظَم من الأَوَّلة (a)، جَمَعَ له الخَلِيفَةُ بعدَها ما بين السَّريْرَين من بَغْدَاد إلى مَلَطْيَة مع طَريق خُرَاسَان.

<<  <  ج: ص:  >  >>