للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقُلْتُ لهُ: مَنْ أنتَ؟ [فقال لي: مَن أنت] (a)، قُلتُ: أنا عُمَر بن عَبْد العَزِيْز، قال لي: ما فَعَلَ اللَّهُ بكَ وبأصْحَابكَ؟ قُلتُ: أمَّا أرْبَعَة فأُمِرَ بهم ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة (b)، فقال: أنا كما صِرْتُ؛ ثلاثًا، قُلتُ: أنْتَ مَنْ أنتَ؟ قال: أنا الحَجَّاج بنُ يُوسُف، قلتُ لهُ: حَجَّاج أُرَدِّدُها عليه ثلاثًا، قُلتُ: ما فَعَلَ اللَّهُ بكَ؟ قال لي: قَدِمْتُ على رَبٍّ شَدِيد العِقَاب، ذُو بَطْشَةٍ، مُنْتَقم ممَّن عَصَاهُ، فقَتَلَني بكُلِّ قِتْلةٍ قتلْتُ بها مثْلَها، ثُمَّ ها أنا مَوقُوف بين يَدي رَبِّي انْتَظر ما يَنْتَظر المُوَحِّدُونَ من رَبِّهم، إمَّا إلى جَنَّة، وإمَّا إلى نَارٍ.

قال أبو حَازِم: فأعطيْتُ اللَّه عَهْدًا بعد رُؤْيا عُمَر بن عَبْد العَزِيْز أنْ لا أُوْجب لأحدٍ من هذه الأُمَّة نارًا.

قال الحافِظُ أبو نُعَيْمِ (١): رَوَاهُ إبْراهيم بن هَرَاسَة، عن الثَّوْرِيّ، عن أبي الزَّنَادِ، عن أبي حَازِم مُخْتَصَرًا.

أخْبَرناه مُحَمَّد بن أحْمَد بن إبْراهيم إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: حَدَّثَنَا السَّرِيّ بن عَاصِم، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيمُ بن هَرَاسَةَ، عن سُفْيان الثَّوْرِيّ، عن أبي الزَّنادِ، عن أبي حَازِم، قال: قَدِمْتُ على عُمَر بن عَبْد العَزِيْز بخُنَاصِرَةَ، وهو يَوْمئذٍ أمِيرُ المُؤْمنِيْن، فلمَّا نَظَرَ إليَّ عَرفني، ولَم أعْرِفهُ، فقال لي: أُدْنُ يا أبا حَازِم، فلمَّا دَنَوتُ منه عَرِفْتُه، فقُلتُ: أنتَ أَمِيرُ المُؤْمنِيْن؟ قال: نعم، قُلْتُ: ألَم تكُن عندنا بالأمسِ بالمَدِينَة أميرًا لسُليْمان بن عَبْد المَلِك، فكان مَرْكَبُك وَطيًّا، وثَوْبُكَ نَقِيًّا، ووَجْهُكَ بَهيًّا، وطَعَامُكَ شَهيًا، وقَصْرُكَ مَشِيْدًا،


(a) ما بين الحاصرتين إضافة من حلية الأولياء.
(b) بعده في الحلية: "ثم لا أدري ما فعل اللَّه بمن كان بعد علي، فقال لي: أنت ما فعل اللَّه بك؟ قلت: تفضل عليَّ ربي وتداركني منه برحمة، وقد أمر بي ذات اليمين إلى الجنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>