للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشَيْخٍ طُوالٍ يَخضِبُ بالحنَّاءِ والكَتَم، وأخَذَت المَلائِكَةُ بضَبْعَيْهِ فارتقَوا به (a) أَمَامَ اللَّهِ فحُوْسِبَ حِسَابًا يَسِيْرًا، ثمّ أُمِرَ به ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة.

ثُمَّ نَادَى المُنَادِي: أين عُمَر بن الخَطَّاب؟ فإذا بشَيْخٍ طُوِال يَخْضِبُ بالحِنَّاءِ بَحْتًا (b)، فأخَذَت المَلائِكَة بضَبْعَيْه فأوْقَفُوه أَمَام اللَّهِ، فحُوسِب حِسَابًا يَسِيْرًا، ثمّ أُمِرَ بهِ ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة.

ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ: أين (c) عُثْمان بن عَفَّان؟ فإذا بشَيخٍ طُوَال يُصَفِّر لِحْيَته، فأخَذتِ المَلائِكَةُ بضَبْعَيْه فأوْقَفُوه أمامَ اللَّهِ، فحُوسِبَ حِسَابًا يسِيْرًا، ثمّ أُمِرَ بهِ ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة.

ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ: أين عليُّ بن أبي طَالِب؟ فإذا شَيْخٍ طُوَالٍ أبْيضٍ الرَّأسِ واللِّحْيَةِ، عَظِيْم البَطْنِ، دَقِيق السَّاقَيْن، وأخَذَت المَلائِكَة بضَبْعَيْهِ فأوقَفُوه أمَامَ اللَّه، فحُوسِبَ حِسَابًا يَسيْرًا، ثمّ أُمِرَ به ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة.

فلمَّا أنْ رَأيتُ الأمرَ قد قَرُبَ منِّي اشْتَغَلْتُ بنَفْسِي، فلا أدْرِي ما فَعَل اللَّهُ بمَن كان بَعْدَ عليٍّ، إذْ نَادَى المُنَادِي: أين عُمَر بن عَبْدِ العَزِيْز؟ فقُمْتُ فوَقَعْتُ على وَجْهي، ثمّ قُمْتُ فوَقَعْتُ على وَجْهي، ثمّ قُمْتُ فوَقَعْتُ على وَجْهي، وأتَاني مَلَكَان فأخَذَا بضَبْعِي، فأوْقَفاني (d) أمامَ اللَّهِ تعالَى، فسَألني عن النَّقِيرِ والقِطْمِير (e) وعن كُلِّ قَضِيَّةٍ قضيْتُ بها حتَّى ظَنَنْتُ أنِّي لسْتُ بنَاجٍ، ثُمَّ إنَّ رَبِّي تَفَضَّل عليَّ وتَدَاركني منه برَحْمَةٍ، وأمَرَ بي (f) ذات اليَمِيْن إلى الجَنَّة.

فبينا أنا مارٌّ مع المَلَكَين (g) المُوَكَّلَين بي، إذ مَرَرْتُ بجِيَفةٍ مُلْقاة على رَمَادٍ، فقُلتُ: ما هذه الجِيَفة؟ قالوا: ادْنُ منه فسَلْهُ يُخْبِرك، فدَنَوتُ منه فوَكَزْتُه بِرِجْلي


(a) حلية الأولياء: فأوقفوه.
(b) حلية الأولياء: فجثى.
(c) م: ابن.
(d) م: فأوقفني.
(e) زيد بعده في حلية الأولياء: والقتيل.
(f) م: وأمرني.
(g) م: الملائكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>