في الرُّبْعِ المَسْكُون سَبْعَة أقْسَام، فسُمِّي كُلّ قسمٍ منها إقْليم، فتكون الأقالِيْم كُلّها سبْعَة، فأمَّا هِرْمِس الأوَّل فقَسَمها قِسْمَة مُسْتَويهً، فَجَعَل الإقليم الرَّابِع في الوَسَط من العُمْران، والسِّتَّة الأقالِيْم تُحيطُ به، وكُلّ إقليم منها سَبْعُمائة فَرْسَخَ في سَبْعمائة فَرْسَخ؛ فالأوَّلُ منها: الهِنْد، والثَّاني: الحِجَاز، والثَّالث: مِصْر والإسْكَنْدَرِيَّة، والرَّابِعُ: بَابلِ، والخامس: الرُّوم، والسَّادِس: يَأْجُوج ومَأْجُوج، والسَّابِع: الصِّيْن.
فأمَّا بَطْلَيْمُوس الحَكِيمِ، فقَسَمها بِخَلاف ذلك (١)، وجَعلَهَا على قَدْر بُعْدها عن خَطِّ الاسْتِواء، وقَسَمها سَبعة أقْسام جعلَها في الرُّبْعِ المَسْكُون من الأرْض، كُلّ إقْليم كأنَّه بِسَاطٌ مَفْروشٌ قد مدَّ طُولهُ من الشَّرْق إلى الغَرْب، وعَرْضُهُ من الجَنُوب إلى الشَّمَال، وهي مُختلفَةُ الطُّول والعَرْض، فأطْوَلُها وأعْرَضُها الإقْليم الأوَّل، وأقْصَرها طُولًا وعَرْضًا الإقْليم السَّابِعُ، وأمَّا سَائرِ الأقالِيمْ مُقَسم بينهما من الطُّول والعَرْض. ثمّ ذَكَرَ كُلّ واحدٍ من الأقالِيْم السَبْعَة.
وقال في الإقْليم الرَّابِع: الإقْليم الرَّابِع للشَّمْس أطْوَل ما يكون النَّهَارُ في المُدُن الّتي على الخَطَ المُسَمَّى وبَسِيْطه (a) أرْبعَة عَشَر ساعةً ونصفٌ، وبُعْدُ هذا الخطّ من خَطِّ الاسْتِواء ستَّةٌ وثلاثون دَرَجَة، يكُونُ من الأمْيَالِ ألفَي مِيْل وأرْبَعِمائة مِيْل، وسَعَة عَرْضهِ من آخر حُدُودِ الإقْليم الثَّالث إلى أوَّل حَدِّ الخامسِ من الأجْزَاء خَمْسُ دُرج وأرَبع دقائق ونصفٌ، يكون ذلكَ