للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو هَاشِمِ عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبرَنا الإمَامُ تاجُ الإسْلَام أبو سَعْد المَرْوزيّ، قال: سَمِعْتُ أبا نَصْر عَبْدَ الوَاحِد بن مُحَمَّد بن أبي سَعْد الكَرْجِيّ الشَّيْخ الصَّالِح، وقد قَطَع البَادِيَة على التَّجْرِيد وشَرْط القَوْم من غير زَادٍ ورَاحلَةٍ مَرَّاتٍ، يقُول لي مُذَاكَرَةً: سَألتُ الشَّيْخِ أبا الحُسَين المَقْدِسِيّ: هل رَأيتَ أحدًا من أوْلِيَاءِ اللَّهِ تعالَى؟ قال: رأيْتُ في سيَاحَتي عَجَميًّا بمَرْوَ يَعظُ النَّاسَ ويَدْعُو الخَلْقَ إلى اللَّهِ تعالَى، يُقال له: يُوسُف.

قال أبو نَصْر: أرادَ بذلك الإمَام يُوسُفَ بن أَيُّوبَ الهَمَذَانيّ.

قال أبو سَعْد المَرْوَزيّ: أبو الحُسَين أحَدُ عِبَادِ اللَّه الصَّالِحينَ، ومَنْ يُضْرَبُ به المَثَل في الأحْوَالِ السَّنِيَّةِ، والكَرَامَاتِ الظَّاهِرَةِ، وقَطْعِ البَوَادِي على الوَحْدَة، ولُقِيّ المَشَايخ، وصُحْبَته الأكَابِر، حتَّى سَمِعْتُ أنَّ الإفْرنْج يعْتَقدُونَ فيه، ويقُولونَ: إنَّ السِّبَاع والوُحُوش مثل البَهَائِم والغَنَم تَسْجد لأبي الحُسَين المَقْدِسِيّ.

وأخْبَرَني وَالدِي رَحِمَهُ اللَّهُ وغيره: أنَّ الفِرنْج كانوا يُعَظِّمُونَ أبا الحُسَين الزَّاهِدَ ويَعْتَقدُونَ فيه.

وقال لي: إنَّ جَمَاعَةً رَأوهُ مِرَارًا راكب (a) الأسَد.

حدثني القَاضِي شَمْس الدِّين أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن يُوسُف بن الخَضِر، قال: حَدَّثَني رَجُلٌ كان (b) من الفُقَهَاءِ الخفِيَّة بدِمَشْق، يُقال له: سُلْطان، قال: حَكَى لي رَجُلٌ كانَ يَصْحَبُ الشَّيْخ أبا الحُسَين ويُلَازِم خِدْمَتَهُ، قال: كان الشَّيْخُ يأتي إلى الجِبَال المُبَاحَاتِ يَجْني منها العِنَبَ ويَعْصرُه (c) ويَطْبخُه رُبًّا ويُهْدِي منه إلى أصْحَابهِ ومَعَارِفه، فأتَى إلى جَبَل لُبْنَان، وجَمَعَ منه شيئًا وعَصَره، وقال لي: امْضِ إلى القَرْيَة الفُلَانيَّة؛ إلى فُلَان، وقُل له: أبو الحُسَين يُسَلِّم عليك ويقُول لك: أَعِرْهُ


(a) م: يركب.
(b) ساقطة من م.
(c) ساقطة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>