للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تلك الدَّار، فمُسِكَ، فوُجِدَ على جَنَاحهِ كتاب يقُول فيه: سُرِّحَ هذا (a) الطَّائِر بعد صَلَاةِ الصُّبْح من يَوْم العِيْدِ من مَكَّة، وقَصْدُهُ حلَب، فأخَذَهُ القاضي أبو يَعْلَى بن عَبْد البَاقيّ، وأطْعَمَهُ في يَدَيهِ (b) وسَقَاهُ.

وكَتَبَ على ظَهْر الكتَاب: وَقَعَ هذا الطّائِر بالمَعَرَّة، الظُّهْر من يَوْم العِيْدِ وسَرَّحَهُ، فوَصَلَ الخَبَرُ إلى المَعَرَّة أنَّهُ وصَلَ إلى حَلَبَ، وزُفَّ بها العَصْر من ذلك اليَوْم، وكان الطَّائِرُ للوَزِير ابن صَعْصَعَة، فعَمِل القَاضِي أبو يَعْلَى بن عَبد الرَّزَّاق هذه الأبْيَات (c): [من الرجز]

للَّهِ ما أحْمَلَكَ الرَّسَائِلا … لَسْتَ على قَلْبٍ بَلَى على كُلَا

غَدَوْت مَحْمُولًا وعُدْتَ حَامِلا … أَنْمُلَةً تصدرُ عن أنَامِلَا

فبَقِّهِ مُذَكِيًّا وذَاكِيًا … وابْقِهِ لكُلِّ عَامٍ قَابِلَا

الصَّوَاب: فَوَقِّهِ، ووَقَعَ في هذه الوَرَقَة كما ذَكَرَنا.

ووَقَعَ إليَّ دِيْوان شِعْر القَاضِي أبي يَعْلَى عَبْد البَاقِي بن أبي حَصِيْن عَبْد اللَّه، وفيه هذه الأبيات، وهي له في دِيْوَانه، وهو الصَّحيح، وفيها زِيَادَة على الأبْيَاتِ المَذْكُورة في هاتَين الرِّوَايتَيْن، ولا يعُد عندي أنَّ القَاضِي أبا يَعْلَى عَبْد البَاقِي وأخاهُ القَاضِي أبا غَانِم عَبد الرَّزَّاق كانا مُجْتَمعين، فاجْتَمَعا على نَظْم الأبْيَات، فنُسِبَتْ إلى كُلِّ واحدٍ منهما، فأمَّا نسْبَتُها إلى أبي يَعْلَى بن عَبد الرَّزَّاق فلا أعْرفه.

وأبو يَعْلَى هو أخو عَبد الرَّزَّاق، وكلاهما ابْنا أبي حَصِيْن.

والّذي وَجَدْتُه في دِيْوَان (d) أبي يَعْلَى عَبْد البَاقِي بخَطِّ أبي المَكَارِم مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن أبي جَرَادَة وكان مُحَقَّقًا (e): [من الرجز]


(a) ساقطة من م.
(b) الأصل وم: يداه، وفوقه في الأصل "صـ".
(c) زيد بعده في م: يقول.
(d) من قوله: "فأما نسبتها. . . " إلى هنا ساقط من م.
(e) بعده في م: هذه الأبيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>