للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو عَليّ حَسَنُ بن أحمَدَ بن يُوسُف، قال: أخْبَرنا أبو طَاهِر أحْمَد بن مُحمَّد ابن أحْمَد بن إبْرَاهِيْم، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الطُّرَيْثِيثِيّ، ح.

وأخْبَرنا أبو إسْحَاق إبْرَاهِيمِ بن عُثْمان الزَّركَشِيّ البَغْدادِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتح ابن البَطِّيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل بن خَيْرُون، قال أبو إسْحَاق: وأخْبَرنا أبو المُظَفَّر الكَاغِدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الطُّرَيْثِيثيّ، قالا: أخْبَرَنا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر بن دَرَسْتَوَيْه، قال: حَدَّثَنَا يَعْقوبُ بن سُفْيان، قال: حَدَّثتنا هَنَّادَةُ بنْتُ مالِكٍ الشَّيْبَافِيّ، ذكَرَت عن صَاحبها حَمَّاد بن الوَلِيد الثَّقَفِيّ أنَّهُ سَمِعَ جَعْفَر بن مُحَمَّد وهو يَقُول، حين سُئلَ عن كَتْر الغُلَامَيْن اليَتيمَيْن وصَلَاح أبيهما، فقال جَعْفَر إنَّه كان أبوهُما صَالِحًا دونَهُ سَبعَةُ آباءٍ، فحُفِظَ الغُلَامان بصَلَاح أبيهما الأكْبَر، وإنَّما كان الكَنْزُ علم سَطْرين ونصف ولم يَتم الثَّالث، فيه مَكْتُوب: يا عَجَبًا من المَوقن بالمَوْتِ كيفَ يَفْرِح، ويا عَجَبًا من المُوْقن بالرِّزْق كيفَ يَتْعَبُ، ويا عَجَبًا من المُوقن بالحِسَاب كيف يَغْفُلُ.

وهذا الكَنْز كان بأَنْطاكِيَة، جاء في التَّفْسِير عن ابن عَبَّاس (١) وغيره ذلك.

وفي جَبَل بني عُلَيْم من أعْمَال حَلَب قَرْيَة يُقالُ لها: نَحْلَة، وقريبٌ منها مَقْبرَة علجها كتابة بالرُّومِيّةِ، وبشُاهد النَّاظر عِلى المَقْبَرَة في بعض اللَّيالِي نُورًا سَاطعًا حتَّى إذا قصَدَهُ اخْتَفَى عنهُ النُّور، فلا يَرَى شيئًا، وهذا أمرٌ شَائع ذائع مُسْتفيضٌ، أخْبَرَني جَمَاعَة لا يتصَوّر تَواطؤهُم على الكَذِب أنَّهُم شَاهَدُوهُ.

وقال لي صَدِيقُنا بَهَاء الدِّين أبو مُحمَّد الحَسَن بن إبْرَاهِيْم بن الخَشَّاب رَحِمَهُ اللّهُ: أمَرَ الأَمِير سَيْف الدِّين عليّ بن قِلْج - وكان من أكابر الأمراء بحَلَب، وقد اجْتَمعتُ أنا به ولم أسْأله عن ذلك - بأنْ تُنْقَل تلك الكتابة الرُّومِيَّة، فنُقلت، ودَفَعَها إلى بعض علماءِ الرُّوم، فتَرْجَمها، فكان مَعْناها: هذا النُّور هِبَةٌ من اللّه العَظِيْم لنا، أو ذَكَر كلامًا نحو هذا، وفيهِ زِيَادة عليه.


(١) تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>