للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنَا أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن مُسَلَّمِ الإرْبِلِيّ، قال: أخْبَرَتْنَا شهدَةُ بنتُ ابن الإِبَرِيّ قالت: أخْبَرَنَا أبو عَبْد اللَّه في طَلْحة النِّعَالِيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو سَهْل مَحْمُود بن عُمَر، قال: أخْبَرَنَا أبو الحَسَن عليّ بنُ الفَرَج العُكْبَرِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بن أبي الدُّنْيا (١)، قال: وحُدِّثْتُ عن مُحَمَّد في الحُسَين، قال: حَدَّثَني أحْمَدُ في سَهْل الأُرْدُنِّيّ، قال: حَدَّثَني أَبو قُدَامَة الرَّمْليّ، قال: قرأ رَجُل هذه الآيةِ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (٢)، فأقْبَل عليَّ سُليْمانُ الخَوَّاصُ، فقال: يا أبا قُدَامَةَ، ما يَنْبَغِي لعَبْدٍ بعدَ هذه الآيةِ أنْ يَلْجأ إلى أحدٍ غير اللَّهِ في أمْره، ثُمَّ قال: واللَّهِ يا أبا قُدَامَة، لو عَامَلَ عَبْدٌ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بحُسْن التَّوَكُّلِ عليه، وصِدْقَ النِّيَّةِ بطَاعَتِه، لاحْتاجَتْ إليهِ الأُمَرَاءُ فَمن دُوْنَهُم، فكيف يكُون هذا يَحْتاج (a) ومَوْئلُهُ ومَلْجَؤُهُ إلى العَزِيزِ (b) الحَمِيد.

نَقَلْتُ من خَطِّ القَاضِي أبي عَمْرو الكَرْجِيّ (c)، قَاضِي مَعَرَّة النُّعْمَان: حَدَّثَنِي أبو أحْمَد عَبْدُ اللَّه بن دَاوُد الحَنَّاط الكَرْجِيّ (d) بطَرَسُوس، قال: حَدَّثَنِي أبي دَاوُد بن مُحَمَّد أبو صَالِح، قال: قرأ علينا السَّاوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عليّ المُقْرِئ خُطْبَةَ أبي السَّرِيّ مَنْصُور بن عَمَّار الوَاعِظ رَحِمَهُ اللَّهُ في الجِهادِ، وكَتَبْنَاها عنه إمْلاءً.

قال مَنْصُور بن عَمَّار: وذَكَرَ الخُطْبَة، وقال في آخرها: الدَّلِيْلُ على ما أقولُ حَدِيْثُ أبِي قُدَامَةَ العَابِد الفِلَسْطِيْنيّ البَكَّاءُ، قال أبو قُدَامَةَ: بينا أنا خارجٌ من عَيْن زُرْبَةَ في سَرِيَّةٍ، وكُنْتُ علِى سَاقَة النَّاسِ، إذا أنا بهَاتف يَهْتفُ من ورَائي: أبا قُدَامَةَ، فلَم ألْتَفتْ إليهِ ومَضَيْتُ غير مَلْوٍ عليه، فهَتَفَ بي الثَّانيَة، فإذا أنا بامْرأةٍ كأجْمَل ما يكُون من النِّسَاء، فتَرَكْتُها ومَضَيْتُ، وخفتُ أنْ تكُون مَكِيْدَةً من


(a) ابن أبي الدنيا: محتاجًا.
(b) ابن أبي الدنيا: الغني.
(c) م: الكرخي.
(d) م: الخياط الكرخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>