للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رُوَيْدَكَ إنَّ اليَوْمَ يُعْقِبُهُ غَدٌ … إنَّ صرُوفَ الدَّائراتِ تَدُورُ

لعلَّ زَمَانًا جَار يَوْمًا عليهم … لَهُم بالَّذي تَهْوَى النّفُوس يَحُورُ

فيَفْرح مُرْتَاد ويأمَن خَائِفٌ (a) … ويُطْلَقُ من ذُلِّ (b) الوَثَاقِ أَسِيْرُ

قال: فلمَّا قَرأهُ المُتَوَكِّل، قال: واللهِ ما كَتَبَ هذا إلَّا رَجُلٌ من بني أُمَيَّةَ يُريدُ أنْ يُنَغِّصَ عليَّ ما أنا فيه، فَن أتاني به فلَهُ دِيَتُه، فطُلِبَ فأُتِيَ به، وإذا هو رَجُلٌ من بني أُمَيَّةَ من أهْل دِمَشْقَ يُعْرَفُ بالفَرْخ، فأمَرَ المُتَوَكِّلُ بقَتَلهِ، وقال: ذلك بما قَدَّمَتْ يَدَاكَ وما اللهُ بظَلَّامٍ للعَبِيْد (١).

قال أبو الحُسَين: وزَادَني في هذه الحِكايَةِ بعضُ أهْل العِلْم أنَّ المُتَوَكِّل لمَّا قَرَأها بَكَى بُكَاءً شَدِيْدًا، وأمَرَ بهَدْم المَوضِع، فهُدِمَ الحائط.

وقد ذَكَرَ أبو الحَسَن الشِّمْشَاطِيّ أنّ قَائِل هذا الشِّعْر رَجُلٌ من وَلَد رَوْح بن زِنباع (٢).

ودَيْرُ حَنِيْنَاء كان مُعاوِيَةُ بن هِشَام بن عَبْد المَلِك قد نَزَلُه، واتَّخَذَهُ مُتَنزَّهًا له يتصيَّد فيه، فَخَرَجَ يَوْمًا يتَصَيَّد فمَرَّ به ثَعْلَب، وهو بالنَّاعُورَة فمضَى خَلْفَهُ، فسَقَطَ به الفَرَسُ، فاتَ، وقد ذَكَرْنا القِصَّة في تَرْجَمَةِ مُعاوِيَة بن هِشَام بن عَبْد المَلِك (٣).


(a) البصري وياقوت: فيفرح محزون وينعم بائسٌ.
(b) ابن عساكر: كل، البصري ياقوت: ضيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>