للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن العَدِيْم" (١)، ونقَلَ عنه أيضًا في الكتاب الَّذي أكَمله ابن سَعِيْد فنُسِبَ إليه، وكان قد تَعاوَرَ على تأليْفِهِ ستَّة مُؤلِّفين كان آخِرهُم ابن سَعِيْد ووَسَمَهُ بالمُغْرب في حُلَى المَغْرب.

ولمَّا كانت تَراجِم ابن سَعِيْدٍ مُختَصرة في الغَالِب، فإنَّهُ يُحَوصِلُ -في بَعض الأحْيان- أخْبارَ المُترجم له من مَصَادره الَّتي يُعَدِّدُها في أوَّلِ التَّرْجَمةِ؛ ومن بينها كتاب ابن العَدِيْم، ثُمَ يُوْردُ خَبَره مُلَخَّصًا. وقد أَثْبتُّ نُقُوله إنْ كان نصَّ عليها صَراحَة، أو إنْ كانت مُجَمَّعة من المَصادِر بما فيها كتاب ابن العَدِيم.

أمَّا عَبْدُ القادِر بن مُحمَّد القُرَشيّ (ت ٧٧٥ هـ)، فقد كانت بينَ يَدَيه نُسخةٌ تامَّةُ من كتاب بُغْيَة الطَّلَب، وسَمَّاه حيثما يَرِد ذِكره: "تاريخ حَلَب" (٢)، ونَقَلَ عنه في العَدِيد من تراجِم الحَنَفيَّة.

ونَقَل عن كتاب ابن العَديم، سِوَى هؤلاء الأرْبَعة، عَدَدٌ آخر من المُؤرِّخِين والكُتَّاب، كان آخرُهم المُرْتَضى الزَّبيِديّ (ت ١٢٠٥ هـ)، أخذَ عنْهُ في ثَمانٍ وثلاثينَ مادَّةً من مَوادِّ مُعْجَمِه تاج العَرُوس، والأجْزاءُ الَّتي اطَّلَعَ عليها من كتاب البُغْيَة هي ذاتها الَّتي وَصَلتْنا، وكانت مُتاحَةً للعَديدِ من المُؤرِّخِين، لأنَّ أغْلَبَ الإشَارات الَّتي أوْردها الزَّبيِديُّ هي من الأجْزاءَ الَّتي وَصَلتنا من كتاب ابن العَديْم، ووَرَدت لدَيه بعض النُّصُوص الَّتي لم تَرد في المُتَوفِّر من أجْزاءَ الكتاب، وأَمِيل إلى أنَّها ممَّا ضَاعَ من أوْرَاق الجُزء الأوَّل، ومن بينها نَصُّ من أوَّل هذا الجُزء يَتَعلَّقُ بتَسْميةِ حَلَب، ثُمّ البَقِيَّةُ من آخر الجُزءَ في كَلامه على القَبائِل الَّتي قَطَنَت حَلَب.


(١) الغصون اليانعة ٩.
(٢) الجواهر المضية ١: ٩٠، ٢٠٨، ٢٣٧، ٣٠٤، ٤٢٤، ٤٦٢، ٤٧٤، ٢: ٤٧، ٦٦، ١٩٩، ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>