للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن العبَّاس؛ فإنَّ وِلَاية الشَّام كانت إليه، وله آثارُ بحَلَب وقِنَّسْرِيْن، فنُسِبَ المَشهَدُ إلى صالح عليه السَّلامُ".

وهذا ليسَ من قِيْلِهِ ولا من تَنَبُّهاتِه! بل هو كَلامُ ابن العَدِيْم، ونَصُّه بعد التَّعْريف بالمَوْضع ذاته (١): "والصَّحيحُ أنَّ مَوضِعَ النَّاقَةِ بالحِجر من مَدَائِن ثَمُود، والَّذي يَغْلبُ على ظَنِّي أنَّ هذا المَشهَد من بناءَ صالح بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس، وكان إليه وِلَاية الشّام، وله آثارُ بحَلَب وقِنَّسْرِين، فنُسِبَ المَشهَدُ إلى صالح عَليه السَّلامُ".

وابنُ شَدَّاد؛ وهو يَنقُلُ عن بعض أجْزاءَ البُغْيَة الضَّائعة، أو من بعضِ الفُصُول الَّتي ضاعَت من الجُزءَ الأوَّلِ من الكتاب، فيُشِيرُ أحيانًا إلى كتابِ ابن العَدِيْم بعُنْوانِهِ المَعْرُوف "بُغْيَة الطَّلَب في تاريخ حَلَب"، أو "الكتاب الجامع للتَّاريخ"، أو "تاريخ كَمال الدِّين ابن العَدِيْم"، وإذا ما نَقَلَ عن الزُّبْدَة فيُشِير إليه بـ"تاريخِ حَلَب الصَّغِيْر" (٢)، والَّذي لم يُصَرِّح به ابنُ شَدَّاد فهو كَثيرٌ، بل إنَّ أغْلَب ما أوْدعَهُ في القسْم الأوَّل من كتابه، بمِصْراعَيْهِ الأوَّل والثَّاني، كان نقلًا عن ابن العَدِيْم.

ونَقَلَ ابنُ سَعِيْد الأندَلسُيّ (ت ٦٨٥ هـ) عن كتاب البُغْيَة، وقد تقَدَّمت الإشارة إلى العَلاقَةِ الَّتي رَبَطتهُ بمُؤلِّفِ الكتاب مُنذ اللِّقاء الأوَّل في القَاهِرة سَنَة ٦٤٣ هـ، وتأكَّدَت بينهما الصُّحْبةُ والمَوَدَّةُ، وأقامَ ابنُ سَعِيْد بحَلَب نحو ثلاث سَنَواتٍ بإشارةِ ابن العَدِيْم وطَلَبِهِ (٣).

وفي نُقُول ابن سَعِيْد، الَّتي أوْدَعها مُؤلَّفاتهِ خاصَّةً كتاب الغُصُون اليانِعَة، فهو يُشيرُ إلى كتاب ابن العَدِيْم كأحَدِ مَصادره، وسَمَّاه: "تاريخ حَلَب" (٤)، أو "تاريخ


(١) بغية الطلب ١: ٦٠٠.
(٢) انظر: الأعلاق الخطيرة ١/ ١ - ١٣٤.
(٣) المقّري: نفح الطيب ٢: ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٤) الغصون اليانعة ٥، ١٢، ٢٤، ٥١، ٨١، ٨٦، ١٠٤، ١١٨، ١٣٨، ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>