للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

اعْذَرَ الدَّهْر حيْنَ أنْذَرَ بالشَّيْبِ … بَنِيْه وَأسْمَعَ الإنْذَارَا

وَأرَى بَعضَهُم مُصَدِّعَ بعضٍ … وكفَى ذلكَ اللَّبِيْبَ اعْتِبَارَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو الحُسَين قوله: [من مجزوء الكامل]

يا هِنْدُ فَلَّ الدَّهْرُ حَـ … ـدَّ عَزيْمَتي وتعلمينا

وأمَرَّ طَعْمَ العَيْشِ بَعْـ … ـدَ حَلَاوةٍ مَرُّ السِّنِينَا

ونَضَوبُ ثَوْبِ الدَّهْـ … ـر لَمَّا أنْ نَضَوْتُ الأَرْبِعِينَا

وأنْشَدَنِي، قال: وسَألته بعد أنْ أنْشَدني القِطَع الثَّلاث، أنْ يُنْشدني شَيئًا من الغَزَل، فأنْشَدني لنَفْسهِ: [من الكامل]

سَفَحَتْ دُمُوْعَكَ يَوْمَ سَفْح الحاجِر … آرَامُهُ بسَوَالِف وَمَحَاجِرِ

بِيْضٌ شَهَرْنَ من العُيونِ خَنَاجِرًا … للفَتْكِ تُغمَدُ في طلى وحَنَاجِرِ

لو كانَ صَبْرُكَ صادِقًا يَوْمَ النَّوَى … ما بِتَّ مُرتَقِبَ الخَيَالِ الزَّائِرِ

ولَما غَدَوْتَ لذكرِ أيَّام الحِمَى … وكأنَّ قَلْبَكَ في مَخَالبِ طَائِرِ

عَرَّضتَ قَلْبَكَ للهَوَى فإذَا بِهِ … إِعْرَاضُ رِيْمٍ من ذُؤَابَةِ عَامِرِ

سُلَّتْ عَلَيْكَ سُيُوفُهُ وَعُيُونُهُ … فَوَقَفْتَ بَيْنَ بوَاتِرٍ وَفَوَاتِرِ

كَمْ لَيْلَةٍ قَدْ بَاتَ نَوْمُكَ نَافِرًا … فيها لذَيَّاكَ الغَزَالِ النَّافِرِ

يا صَاحِ من عَلْيَا تَنُوْخَ أنَاظِرٌ … ماذا جَنَاهُ على فُؤَادِيْ نَاظِرِيْ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أحْمَد بن عليّ لنَفْسهِ بجامع دِمَشْق: [من البسيط]

ما لي أزَوِّرُ شَيْبِيْ بالخِضَابِ وما … مِنْ شأنِيَ الزُّوْرُ في قَوْلِي وفي كَلِمِيْ

إِذا بَدَا سِرُّ شَيْبِيْ في عِذَارِ فَتىً … فلَيْسَ يُكْتَمُ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>