للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وكَتَبَ الدَّوْلَعِيُّ إلى النَّاصِر صَلاح الدِّين بسَبَب الكمال عُمَر ابن العَجَمِيّ شَفاعةً يَذْكُر فيها حال الزَّجَّاجِيّة، وأنَّ المَجْد ابن جَهْبَل هو ابن بنْت جَدِّ الكَمال ابن العَجَمِيّ، وعنهُ تَلقَّى تَدْرِيس المَدْرسَة، وأنّ من جُمْلة ما دَرَّس بها: الحافِظ المُرَادِيّ؛ شَيْخ الدَّوْلَعِيِّ، وأقامَ بها إلى أنْ مات.

قال: وكان قَبْل المُرَادِيّ بها شَيْخ مُتَصَوِّف يُدْعَى: الظَّهِير، وكان قبْلَ الظَّهيْر الإمام عَبْد الله القَصْريّ؛ وكان ممَّن صَحِبَ الغَزالِيَّ وإلْكِيا وأسْعَد.

قال الدَّوْلَعِيُّ: وبعد مَوْت شَيْخنا المُرَادِيّ، اسْتَدعى السُّلْطان نُور الدِّين لشَيْخنا شَرَف الدِّين مَكَانَه -يَعْني ابن أبي عُصْرُون- وابْتَنَى له المَدْرسَة الَّتي هي الآن تحت يَد وَلده، ووَصَلَ إلى حَلَب وما كَملت، فاسْتعاد له مَدْرسَة جَدّ هذا الكَمال ابن العَجَمِيّ، وكان جَدُّه إذ ذاك مُجَاوِرًا بَيْت الله الحَرَام، فقَدِمَ، ومَنَعَ شَرَف الدِّين عن مَدْرسَته، ومَنَعهُ دُخولها، والأخْذ من وَقْفها بعدما سَئل أنْ يَصْبِر عليه حتَّى تَنْجز مَدْرسَته فما فَعَل. وما اعْتَرَض نُور الدِّين ولا مَجْد الدِّين بل مَكَّنَاهُ من أمْر مَدْرسَته، واسْتَناب لها فَقِيْهًا يُقال له: البُرهَان. فلمَّا دَرَجَ بالوَفاةِ، اسْتنابُوا هذا المَجْد بن جَهْبَل وَلدهم.

ولمَّا تُوفِّي جَدُّ الكمال ابن العَجَمِيّ، عَهد قَبْلَ وَفاته إلى وَلده أبي صالِح شِهَاب الدِّين بالعَهْدِ الشَّرْعيّ والإسْناد الشَّرْعِيّ، وكان جَارِيًا في المَدْرسَة ومالها والمُدَرِّس على قاعِدة وَالده من غير مُعارِض إلى أنْ حَضرَته الوَفاةُ، فعُهِدَ إلى ابن عَمِّه القُطْب، فجرَى فيها على سَنّنِ ابن عَمِّه.

ومن العَجَب أنْ يَذْكر الغَيْر أنَّ الوَقْف عليها من وَقْفِ أتَابك وجَدّ هذا الكَمال على أكْمَل سَعادة عمَّر هذه المَدْرسَة قَبْل أنْ يَلِي أتابك حَلَب بدَهْرٍ،

<<  <  ج: ص:  >  >>