للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

ولو رُدَّتْ إلى مَيْتٍ حَيَاةً … دُمُوْعٌ تَسْتَهِلُّ منَ الجُفُوْنِ

صَدَدْنَا المَوْتَ عن مَن يَشْتَهِيْهِ … بإجْرَاءَ العُيُونِ مِنَ العُيُوْنِ

وقال: وأنْشَدَنِي أيضًا قَوْله: [من الكامل]

عَنَّا بَعذْلِكَ والزَّمانُ مُواتي … والخَدُّ نُقْلى وَالعُيُوْنُ سُقَاتي

والرَّوْضُ قَدْ حَمَلَ النَّسيْمَ تَحِيَّةً … عِن زَهْرَةٍ مِسْكيَّة النَّفَحَاتِ

رَكعَتْ أبارِيْقُ المُدَامِ وصَاحَ حَـ … ـيَّ على الصُّبُوحِ مُؤَذِّنُ الصَّلَوَاتِ

وتَجَاوَبتْ أوْتَارُنا بلُغَاتِها … فالْتَفَّتِ النَّغَمَاتُ بالنَّغَمَاتِ

فاسْتَجْلِ بِكْرًا تُوِّجتْ بِحَبَابها … لمَّا عَقَدْتَ لها على ابنِ فُرَاتِ

واخْلَعْ على نُسْكِي غَلَالَةَ غَيِّها … وذَرِ الرَّشَادَ يَلُوْحُ من جَبَهات

كالشَّمْسِ إلَّا أنَّ مَشْرِقَها يَدي … [ … ] ومَغْرِبُها فَمِي ولَهَاتِي

مِنْ نُوْرِ عِيْسَى حَلَّ في نَاسُوْتها … أو نَارِ مُوْسَى صَاحبِ التَّوْرَاةِ

شَرَع السَّجُوْد لها اتِّحَادُ ثَلَاثَةٍ … منها ومِن مَاء ومَن كَاسَاتِ

وتَجَاوَزَتْ لُطْفَ الهَواء فلم تَزِدْ … في الكَأسِ عَمَّا لَاحَ في المِرْآةِ

مَوْجُوْدَةٌ مَعْدُوْمَةٌ فكأنَّها … جَرَى على أدْوَارِهَا [ … ]

مِن كَفِّ مُعْتَدِلِ القَوام مُهَفْهَفٍ … خَنِثِ الشَّمَائِل شَاطِرِ الحَركَاتِ

فَطِنٍ يكَادُ منَ الذَّكاءِ يرى الَّذي … في أنْفُسِ النُّدَمَاءِ من حَاجَاتِ

يهوى فتَكْتُبُ في الثَّرَى أصْداغَه … لكَ نُسْخَةً مِن جَامِعِ اللَّذَاتِ

في خَدِّهِ وعِذَارِهِ ورُضَابِه … كَم لِلْهَوَى واللَّهْوِ مِن آيَاتِ

كالمَاءِ إلَّا أنَّهُ مُتَمَاسِكُ … وطيء المُحِبّ بهِ على الجَمَرَاتِ

يُسْقِيْكَ منْ فيهِ ومِن ألْحَاظِهِ … سُكْرَيْنِ مَمْزُوْجَيْن في الوَجَنَاتِ

هَذِي تُمِيْت وهذهِ تُحْيِي فَيَا … للّهِ مِن مَوْتِي بهِ وحَيَاتِي" (١).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٥: ٢٣٧ - ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>