للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

سَنَةِ ثلاث عَشرة وستِّمائة، ونَزَلَ بخَانكاه المَلِك الصَّالِح نُور الدِّين إسْماعِيْل بن مَحْمُود بن زَنْكِي بن آقسُنَقُر رَضِي اللهُ عنه، واجْتَمَعتُ به، وسَمِعْتُ عليهِ شَيئًا من الحَدِيثِ، وأمْلَى عليَّ من شِعرِهِ.

وهو شَيْخٌ حَسَنٌ، مُفْتٍ، فَقِيْه من بيتِ الحَدِيث والفِقْه، سَمِعَ ببَغْدَاد شُهْدَة بنْت الإبَريّ، والرَّضِيّ أبا الخَيْر أحْمَد بن إسْماعِيْل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن العبَّاس القَزْوينيّ، وبالمَوْصِل خَطيْبها أبا الفَضْل عَبْد الله بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد القَاهِر بن الطُّوسِيِّ، وصَدْر الدِّيَن شَيخ الشُّيُوخ أبا القَّاسِم عَبْد الرَّحيم بن إسْماعِيل بن أحْمَد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيّ، وكان مُدَرِّسًا بمَدْرسَةِ أبي الكَرَم مُحَمَّد بن عليّ بن مُهاجِر المَوْصِليّ.

سَألتُهُ عن وِلادتهِ، فقال: في ثاني عَشر جُمادَى الآخرة سَنَة ستٍّ وخَمسِين وخمسِمائة بتَكْرِيت، وبَلَغتنا وَفاتهُ ونحنُ بحَلَب في ذى الحِجَّة من سَنَة عِشْرين وستِّمائة، وتُوفِّي بماردِيْن، وقيل: تُوفِّي ليْلَة الاثْنَين تاسع ذي القَعْدَة.

أنْشَدني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي جَرَادَهَ بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدنا القاضِي يَحْيَى بن سَعِيْد بن أبي تمَام التَّكْرِيتيِّ لنَفْسهِ هذه الأبْيَات يَرْثي بها أخاهُ فَخْر الدِّين أبا الفَخْر، وقد تُوفِّي بتَكْريت في سَنَةِ أرْبَعٍ وثَمانين وخَمْسِمائة: [من الطويل]

أيا نَازِلِي أرْض العِرَاقِ لَقِيْتُما … رَشَادًا ولا لَاقَاكُما الدَّهرَ ذَاعِرُ

ولا زِلْتُما في غِبْطَةٍ وسَلَامَةٍ … تَجِئُ بكُمْ في القَادمِيْن بَشَائُر

إذا جِئْتُما تَكْرِيْتَ في اللَّيْل اهْدِيا … سَلَاميِ إلى قَبْرٍ سقَتهُ بَوَاكِرُ

ثَوَاهُ فتىً لا يَخْلُفُ الدَّهْرُ مثْلَهُ … إلِى أنْ يُنَادِي في البَريَّةِ حَاشِر

أبى الدَّهرُ أنْ يَحْيا أبو الفَخْرِ بَعْدَما … تَولَّت من الدَّهرِ الخَؤُونِ مَفاخِر

<<  <  ج: ص:  >  >>