للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

بجَانِبَها الغَرْبى غُيِّبَ بَدْرُهُ … ولا غَرْوَ وَأنَّ الغَربَ للبَدْرِ سَاتِرُ

سَقَى اللهُ قبرًا ضَمَّ عَقْلًا وعِفَّةً … غَمًامًا مُلثًّا قَطرُهُ مُتَوَاتِرُ

ولا زالَ مَخْضَرَّ الجَوَانبِ مُوْنِقًا … تُمَدُّ إليهِ مِنْ بَعِيْدٍ نَوَاظِرُ

وقُوْلا لهُ إنِّي فَقِيْدٌ لفَقْدِهِ … كأنَّ فُؤَادِى عندَ ذِكْرَاهُ طَائِرُ

وإنَّكَ إنْ غُيِّبْتَ عن عَيْنِ نَاظِرِي … فلَسْتَ بِعِيْدًا أنْ تَرَاكَ البَصَائِرُ

كَفَى بيَ حُزْنًا أنَّ فقدُكَ سَالِبي … رُقَادِي وأنَّ الجفنَ مِنِّي لمَاطِرُ

إذا ماتَ أهْلُ الفَضل وانْدَرَسَ العُلَا … وضَمَّ سَراةَ العَالَمِيْنَ مَقَابِرُ

وصَار أخُو الآدَابَ والعَمَلِ والحَحِى … ورَاجي حَيَاةٍ عُمْرُهُ متَقَاصِر

فَلا حُبِّرَتُ للكَاتِبِيْن مَحابرٌ … ولا نُصبَتْ للخَاطِبيْنَ مَنابِر

ولو أنَّ بالمِقْدَارِ حَوْلًا وقُوَّةٌ … لما حَكَمَتْ في العالَمِيْنَ مَقادِرُ

ولكِنَّهُ الكأسُ المُدَارُ على الوَرَى … ليَشْرَبهُ بالمَوْتِ بَادٍ وحَاضر

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني القاضِي أبو المَجْد قَوْله: [من الطويل]

إذا كان عُوْدي نَاظِرًا وشَبِيْبَتِى … لها رَوْنَقٌ في نفسِها وبَهاءُ

وما نِلْتُ ما أَمَّلْتُهُ من وِصَالِكُمْ … فَمنْ لِي إِذا اسْتَولَى علَيَّ فَناءُ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ وكَتَبَها إلى صَدِيقٍ لَهُ: [من الطويل]

وإنِّي لمُشْتَاقٌ إليكَ وإنَّني … لأعْلَمُ أنَّ الشَّوْقَ لي منْكَ أكثَرُ

لأنَّ الَّذي أشْتَاقُهُ مِنْكَ حَاضِرٌ … بقَلْبِي ومَنْ تَشتَاقُهُ ليسَ يَحْضُرُ

وأنْشَدَني، قال: أنْشَدني قَوله: [من المنسرح]

لو أنَّ كُتْبِي إليْكَ واصِلَةٌ … بقَدْرِ شَوْقِي ما أُحْصِيَتْ عَدَدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>