===
بجَانِبَها الغَرْبى غُيِّبَ بَدْرُهُ … ولا غَرْوَ وَأنَّ الغَربَ للبَدْرِ سَاتِرُ
سَقَى اللهُ قبرًا ضَمَّ عَقْلًا وعِفَّةً … غَمًامًا مُلثًّا قَطرُهُ مُتَوَاتِرُ
ولا زالَ مَخْضَرَّ الجَوَانبِ مُوْنِقًا … تُمَدُّ إليهِ مِنْ بَعِيْدٍ نَوَاظِرُ
وقُوْلا لهُ إنِّي فَقِيْدٌ لفَقْدِهِ … كأنَّ فُؤَادِى عندَ ذِكْرَاهُ طَائِرُ
وإنَّكَ إنْ غُيِّبْتَ عن عَيْنِ نَاظِرِي … فلَسْتَ بِعِيْدًا أنْ تَرَاكَ البَصَائِرُ
كَفَى بيَ حُزْنًا أنَّ فقدُكَ سَالِبي … رُقَادِي وأنَّ الجفنَ مِنِّي لمَاطِرُ
إذا ماتَ أهْلُ الفَضل وانْدَرَسَ العُلَا … وضَمَّ سَراةَ العَالَمِيْنَ مَقَابِرُ
وصَار أخُو الآدَابَ والعَمَلِ والحَحِى … ورَاجي حَيَاةٍ عُمْرُهُ متَقَاصِر
فَلا حُبِّرَتُ للكَاتِبِيْن مَحابرٌ … ولا نُصبَتْ للخَاطِبيْنَ مَنابِر
ولو أنَّ بالمِقْدَارِ حَوْلًا وقُوَّةٌ … لما حَكَمَتْ في العالَمِيْنَ مَقادِرُ
ولكِنَّهُ الكأسُ المُدَارُ على الوَرَى … ليَشْرَبهُ بالمَوْتِ بَادٍ وحَاضر
وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني القاضِي أبو المَجْد قَوْله: [من الطويل]
إذا كان عُوْدي نَاظِرًا وشَبِيْبَتِى … لها رَوْنَقٌ في نفسِها وبَهاءُ
وما نِلْتُ ما أَمَّلْتُهُ من وِصَالِكُمْ … فَمنْ لِي إِذا اسْتَولَى علَيَّ فَناءُ
وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ وكَتَبَها إلى صَدِيقٍ لَهُ: [من الطويل]
وإنِّي لمُشْتَاقٌ إليكَ وإنَّني … لأعْلَمُ أنَّ الشَّوْقَ لي منْكَ أكثَرُ
لأنَّ الَّذي أشْتَاقُهُ مِنْكَ حَاضِرٌ … بقَلْبِي ومَنْ تَشتَاقُهُ ليسَ يَحْضُرُ
وأنْشَدَني، قال: أنْشَدني قَوله: [من المنسرح]
لو أنَّ كُتْبِي إليْكَ واصِلَةٌ … بقَدْرِ شَوْقِي ما أُحْصِيَتْ عَدَدَا